أزمة غاز البوتان تؤجج غضب مواطني الأرياف بالشلف

12/02/2014 - 22:06

تعيش قرى وبلديات الجهة الشمالية لولاية الشلف هذه الأيام، أزمة طاحنة لأسطوانات غاز البوتان والتي ارتفع سعرها خلال هذه الأيام إلى 450 دج للقارورة الواحدة وذلك بعد أن شهدت الجهة حالة من الانفراج لمدة 10 أيام متتالية اعتقد المواطنون خلالها أن الأزمة قد انتهت نهائيا.
وتعد السبب الرئيسي في أزمة قارورات غاز البوتان هو قيام مسيرين لمراكز التعبئة في الولاية بتوكيل سيارات وشاحنات خواص في توزيع حصص هذا المورد النفطي التقليدي والتي تفتح أبوابا خلفية لتوزيع الحصة المدعومة لمافيا تجار السوق السوداء في ظل غياب رقابيي التفتيش ورقابة التموين.
وطبقا لشهادات مواطنين في الجهة التي تضم في عضويتها قرابة 19 بلدية من أصل 35 بلدية عبر تراب الولاية، فإن شكاويهم توالدت في الفترة الأخيرة بسبب تفاقم مشكلة اختفاء قارورات الغاز من جديد قبل بداية الشهر الجاري والتي يكثر الطلب عليها في هذه الفترة بالذات بالنظر إلى قسوة المناخ التي تطبع الجهة المطلة على الشريط الساحلي للولاية. وتحدث عديد منهم عن معاناة يومية من خلال وقوفهم اليومي أمام محلات تجارية اختصت في بيع قارورات غاز البوتان للحصول على واحدة منها أو الحصول عليها من السوق السوداء بسعر مضاعف.
وعلى الرغم من كل الوعود التي أطلقت في منتصف شهر جانفي الماضي وتأكيد والي الولاية على إنهاء بؤر التوتر في الجهات التي لم تنقل حقها من شبكات غاز المدينة والعمل على وضع الحلول الجذرية لها، إلا أن ذلك يبدو حتى الآن مستحيلاً، في ظل التدفق غير المسبوق لمواطني الأرياف الواقعة في الجهة الشمالية التي تشهد موجة برد قاسية على محلات بلديات مجاورة بغية الحصول على أسطوانة واحدة والتي قد تصل أحيانا إلى سعر 500 دج. في ذات السياق، ذكر أحد المواطنين أن الجهة تمر بشتاء عنيف صاحبته أزمة طوابير الحصول على قارورات الغاز التي عادت لترسم معاناة مريرة على ملامح مواطن الريف الذي بات يدفع ضريبة "تصريحات مغلوطة لسلطات اعتادت الضحك على أذقان الشعب كلما خرج السكان إلى الشارع للتنديد بغياب مرفق الغاز التقليدي. ولفت المصدر إلى أن معظم بلديات الجهة الشمالية كما هو الحال لتلعصة، مصدق، أبو الحسن، تاجنة، الظهرة، الهرانفة وبريرة في الجزء الشمالي الشرقي، مداشر الزبوجة إلى غاية بلديات الساحل المحسوبة على الضفة الشمالية أنها تعيش أزمة طوابير قارورات غاز البوتان غير المتوفرة في عديد الجهات على الرغم من لغة الأرقام التي أظهرتها السلطات الولائية بضخ كميات أكبر من احتياجات السكان يوميا والتي تصل إلى 1000 قارورة، إلا أن الأزمة تبقى قائمة إلى إشعار آخر، كما أظهرت فيديوهات طول طوابير المواطنين في عواصم الدوائر التابعة لها في سبيل الحصول على القارورات من المستودعات وطول المدة التي يقضونها في هذه المعاناة كما يقع حاليا في تلعصة، مصدق وتاجنة.
وبرأي جمعيات محلية تنشط في الجهة الشمالية أكثر تضررا من أزمة ندرة حصص غاز البوتان، فإن الأمر بات يحتاج إلى تدابير أكثر صرامة ومرونة وهو تشديد آليات الرقابة على مركز تعبئة قارورات غاز البوتان ومنعه من تسويق القارورات لتجار السوق السوداء والتوعد باتخاذ عقوبات رادعة وفقا للقانون في حق تجار الأزمة كتهديدهم بالسجن في حال وقوعهم في قبضة فرق رقابة التموين، مع زيادة كميات الغاز بشكل مضاعف لإنهاء الأزمة الحاصلة حاليا في الجهة.
وطالب ممثلو المجتمع المدني في أكثر من بلدية، بزيادة الاستهلاك المحلي بسبب برودة الجو وهطول كميات ثلوج على مرتفعات الجهة الشمالية التي غالبا ما تعيش عزلة عن العالم الخارجي على غرار أزمة 2013 التي أدت إلى تدخل قوات الجيش لإزالة أكوام الثلوج التي عزلت قرى عديدة بالجهة.
مع العلم أن لجنة تفتيش كانت قد أوفدتها وزارة الطاقة والمناجم إلى الولاية مكثت 9 أيام في المنطقة ومكنتها جولات الاستطلاع من التأكيد على أن نسبة تغطية بلديات الولاية بالغاز الطبيعي لا تكاد تتجاوز 36 في المائة وهو ما جعل الولاية تتذيل ترتيب ولايات الجمهورية مما يعني أن 64 في المائة من المواطنين يعانون في الحصول على موارد نفطية تقليدية.