قضايا الفساد والمتناقضات والاجتماعية تناقش في "باشطرزي"
01/09/2014 - 15:02
كان جمهور "محي الدين باشطرزي" أمس، على موعد مع ثلاثة عروض مبرمجة ضمن المنافسة الرسمية للدورة التاسعة من "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" التي تتواصل فعالياته إلى غاية الثامن من سبتمبر المقبل، ويتعلق الأمر بكل من مسرحية "في انتظار المحاكمة" للمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" بعنابة، والتي كتب نصها محمد بورحلة وأخرجها على الخشبة الفنان حميد قوري، المشهور بدول "الشاعر المجنون" في مسلسل "عيسى سطوري"، وقام بأدوارها كل من بشير سلاطنية وعبد الرحمن جموعي، إلى جانب ممثلين آخرين. والعرض المسرحي "العرضة" للمسرح الجهوي لقسنطينة الذي كتب نصه الطيب دهيمي وأخرجه فوزي بن براهيم، إضافة إلى مسرحية "النهاية" للمسرح الجهوي لمستغانم، من إخراج احمد بلعالم وكتابة سامويل باكيت. وتنقل مسرحية "في انتظار المحاكمة"؛ معاناة أشخاص غرباء عن المجتمع يعيشون في مستنقع الفساد والتشرد، وداخل هذا المكان توجد العدالة والتي يعول عليها هؤلاء الأشخاص لمحاكمة مصيرهم والذي حولهم إلى بؤساء، يصارعون من أجل البقاء، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء يعيشون لأجله لأن المستنقع يغذي حياتهم من الفساد والنفاق والكذب، وهي العناصر التي ساهمت بدورها في صناعة أشخاص لا يفكرون إلا في الشر والانتقام. وفي نهاية المسرحية، تظهر امرأة حسنة المظهر تدخل المستنقع من أجل اكتشاف هوية هؤلاء الغرباء، فيرحب بها سكان هذا المكان القذر ويظنون أنها قاضية، بإمكانها أن تساعدهم فيحاول كل واحد أن يروي لها قصته الغريبة، لكن في الأخير تخبرهم المرأة أنها عاملة نظافة. أما مسرحية "العرضة"، وهي آخر إنتاج للمسرح الجهوي لقسنطينة والمقتبسة عن الرواية الشهيرة ليوجين يونيسكو "الملك يموت"، فتحكي بقليل من التصرف والتعديل عن النص الأصلي، قصة ملك يعيش آخر لحظات حياته في مملكة تحتضر. وينتهي الأمر بالملك الذي أنهكته سنوات العمر والمرض، الذي كان يعتقد أن بإمكانه تولي مقاليد الحكم إلى الأبد بأن ينهار ويلجأ للذكريات وتأنيب الضمير قبل أن يتنازل في آخر المطاف عن الحكم. وأوضح كاتب النص أن فريقا من 5 ممثلين يؤدون من خلال رؤية جد حديثة تلك المواجهة بين هذا الملك المسن، الذي بدأ يؤمن بديمومة حكمه والموت الذي يدل على نهاية سلطة غير محدودة وحكم شمولي دون مشاركة.
من ناحية أخرى، حظيت مسرحية "النهاية" للجمعية الثقافية "الجيلالي عبد الحليم" من مستغانم؛ بإعجاب الجمهور، حيث لخص العرض المتوج بلقب الدورة الثامنة لمهرجان المسرح المحترف بسيدي بلعباس، الأوضاع الحالية السائدة في المجتمع العربي عامة والجزائري خاصة، كما تُصور الحالات الاجتماعية والنفسية والوجدانية لإفراد المجتمع.