عنابة..أحياء غارقة في النفايات ومخاوف من كارثة وبائية
04/05/2014 - 2:36
يعيش سكان أحياء عديدة ببلديات ولاية عنابة، لاسيما في سيدي عمار والحجار وبرحال والبوني، وضعيات صعبة ومترديّة، عكست بشكل لافت للانتباه المعاناة اليومية للمواطنين في هذه المواقع، التي تنامت فيها مظاهر الغبن، الأمر الذي ضاعف المخاوف من خطر الإصابة بالأمراض، بعدما تحوّلت هذه الأحياء إلى بؤر ومصادر لانتشار مختلف الإصابات، خاصة مع اقتراب حلول موسم الحر.
رغم تباين طبيعة هذه المشاكل، إلا أنها تتقاطع في محاور واحدة، تشكّل هاجسا مشتركا بين مختلف الأحياء، بداية من النقائص في التهيئة، حيث ماتزال شوارع كثيرة مجرد مسالك ترابية تفتقر إلى الأرصفة، فضلا عن الانتشار الواسع للنفايات والأوساخ وأحيانا تصدّع قنوات الصرف وتسرّب المياه، ما يحوّلها إلى مراتع للحيوانات، الأمر الذي يهدّد الصحة العمومية بسبب تكاثر الحشرات الناقلة للمرض.
أما بمدينة برحال، وحسب أحاديث المواطنين، فإن انتشار حظائر تربية المواشي وسط التجمعات السكانية ومحلات بيع المواد العلفية، بفعل الجرذان والروائح الكريهة وانعكاساتها على الصحة، في وقت عجزت فيه مختلف القرارات عن مواجهة هذه الظاهرة، التي تشكل واحدة من أهم الاهتمامات لسكان الأحياء الشعبية.
وتتواصل رحلة المعاناة والمتاعب ببلديات الضاحية الغربية للولاية، في صور أخرى لا تخلو من الخطر تصنعها أكوام الحجارة وبقايا مواد البناء والرمي العشوائي للفضلات، وكلها أماكن تتحوّل خلال كل صائفة إلى أوكار لمختلف الحشرات السامة، وأحيانا كثيرة الأفاعي، كما هو الشأن بأحياء الوئام والمنظر الجميل وعين عبد الله والزاوية.
وتتفاقم الوضعية أكثر بباقي البلديات الأخرى والقرى النائية. حيث يتحدث سكانها عن خطر الإصابة بالحمى المالطية، بسبب استهلاكهم المفرط واليومي للحليب واللبن، الذي يكاد يكون مصدر غذائهم الأساس.
من جهتهم أعرب سكان حي 200 مسكن بقرية حجار الديس التابعة إداريا لبلدية سيدي عمار عن تذمرهم الكبير من الظروف التي يعيشون على وقعها، خاصة مشكل قنوات الصرف الصحي، الذي يطرح بحدة منذ أشهر عديدة، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة وبائية في حال عدم تدخل الجهات المعنية، واتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بوضع حد لهذه المعاناة، مما دفع بالسكان إلى المطالبة بضرورة التدخل الفوري والعاجل للسلطات المحلية. وأمام هذه المخاطر، التي تحاصر أحياء كثيرة بولاية عنابة، بات ضروريا تفعيل وسائل المحاربة والوقاية، وتجنيد فرق التطهير والتعجيل بفتح مراكز دفن النفايات، فضلا عن الاهتمام بتهيئة الأحياء التي لا تقع في مسار مرور مواكب الزيارات الرسمية.