السطايفية ينتظرون مشاريع تنموية وأميار يفشلون في تحقيقها
07/04/2014 - 20:41
ميزانية بـ10 ملايير لبلدية غير كافية لرفع التحديات
بلغ استياء المواطن السطايفي ذروته، بعد حوالي عام ونصف من تنصيب المجالس الشعبية البلدية الجديدة التي أفرزتها الانتخابات المحلية التي شهدتها الجزائر في 29 نوفمبر 2012، لعدم قدرة الأميار الجدد أو الذين خلفوا أنفسهم، على الوفاء بالتزاماتهم ووعودهم التي قطعوها للمواطنين خلال حملاتهم الانتخابية. وواقع الحال على مستوى بلديات الولاية يؤكد أن تطبيقها أو الوفاء بها لن يكون غدا. وبعد عام ونصف، تأكد مواطنو بلديات ولاية سطيف أن النعيم الذي وعدوا به لن يتحقق قريبا، وأن معاناتهم مع مختلف النقائص التنموية والخدماتية ستعمر وقد تستغرق حلحلة مشاكل المختلفة عهدة أخرى. فبلديات تسيّر عن بعد وأخرى غارقة في المشاكل والمواطن يستغيث.
"البلاد" ورغبة منها في تسليط الضوء على معاناة المواطنين بعد مضي عام ونصف على تنصيب الأميار الجدد، ومدى تطبيقهم البرامج التي وعدوا بها السكان خلال الحملة الانتخابية، سجلت عدم رضى المواطن البتة عن أداء رؤساء بلدياتهم، ولسان حالهم يقول إن اأميار لا يهمهم سوى مصلحتهم الخاصة، ضاربين بالمصلحة العامة عرض الحائط. وقال مواطن إن رئيس بلديته لا يستقبل المواطنين ولا يزورهم، ولا يتكلم حتى مع الناس العادين، في وقت يعادي مير بلدية المواطنين الذين لم ينتخبوا عليه، في حين يقضي كل وقته في خدمة الذين ساندوه في الانتخابات، وهو ما أحدث فتنة في البلديات، بحكم أن سكان القرى والمداشر الذين لم ينتخبوا عليه يعاقبهم بإقصائهم من كل البرامج التي تستفيد منها البلدية، وحتى من قفة رمضان. كما أكد مواطنون يقطنون في أحد البلديات بالمنطقة الجنوبية أن المير الذي انتخبوه في 29 نوفمبر 2012، ليس هو مير اليوم، حيث تغير في كل شيء حتى في طريقة كلامه ولباسه، وأصبح شغله الشاغل ركوب سيارة جديدة، ولباس أنيق والتوجه كل يوم إلى عاصمة الولاية لعقد صفقات خاصة، ولا يعود إلى بلديته حتى يتصلوا به ويعلموه بأن سكان قرى ما قطعوا الطريق أو أغلقوا مقر البلدية. وفي ظل الركود التنموي الذي طال العديد من البلديات بالولاية، لم يبق أمام سكان هذه البلديات المعزولة عن العالم الخارجي سوى الاستنجاد بالوالي لفك خيوط الأزمة التي تعرفها تلك البلديات النائية. فرغم أن رئيس البلدية هو مكلف باسم الشعب لخدمة المنطقة وسكانها، إلا أن المواطنين اصطدموا بواقع مر، والدليل على ذلك هو الكلام الذي ظل يسمعه والي سطيف محمد بودربالي خلال خرجاته الميدانية التي قادته مؤخرا إلى معظم بلديات الولاية، بعدما استقبل بسيول من الشكاوى، في وقت يشتكي المسؤول الأول عن البلدية أن الميزانية التي تتحصل عليها بلدياتهم والمحصورة في صدقات الولاية التي تتراوح في معظم الأحوال بين 7 و10 ملايير لا تكفي في الوفاء بالتزاماتهم وتحقيق مطالب المواطنين، في ظل غياب مصادر أخرى للدخل، خاصة البلديات المعزولة، التي تغرق يوما بعد آخر في ديون كبيرة، الأمر الذي ساهم في عرقلة العمليات التنموية، ناهيك عن احتجاجات المواطنين التي تفاقمت في الآونة الأخيرة، هو الأمر الذي أفرز بدوره ضغطا أزم الوضع أكثر، وهو ما دفع برؤساء بلديات الى التهديد بالاستقالة، بعد عجزهم عن الوفاء ببرامجهم الانتخابية.