الناقدة ماجدة حمودي ترى أن واسيني اهتم بالآخر الفرنسي على حساب الذات
16/02/2014 - 23:03
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بشكل خاص، بدأت مسألة الأنا والآخر تقلق وتثير العديدين، إلا إن المسألة لا تتعلق بهذا التاريخ، إذ "بدأ سؤال الهوية يؤرق الإنسان العربي نتيجة احتكاكه بالآخر، الذي سبقه حضارياً، وبدأ يهدد وجوده، حين زحف إلى الشرق مستعمرا". وفي كتاب "إشكالية الأنا والآخر؛ نماذج روائية عربية" الصادر عن "عالم المعرفة"؛ تحاول الدكتورة ماجدة حمود طرح هذه الإشكالية"، حيثُ يدرس الكتابـ كما تذكر مؤلفتهـ صوت "الأنا" في مواجهة صوت "الآخر" في الرواية العربية، وقد اختيرت الفترة المعاصرة، مابين العقد الأول من الألفية الثالثة "2001 ـ 2009"، حيثُ صدرت فيها معظم الروايات المدروسة في الكتاب. وتبين المؤلفة سبب اختيارها الرواية كونها "فنا يستطيع عبر إمكاناته السردية والجمالية أن يفضح أوهام الذات وانحرافاتها الفكرية والشعورية، خصوصاً حين تسجن الآخرين في انتماءات ضيقة" بالإضافة إلى كون الرواية العربية اهتمت منذُ بداياتها الأولى "بتسليط الضوء على إشكالية الهوية في مواجهة الآخر". وتعتبر الهوية "ما يصمد من الإنسان عبر الزمن، إذ تلازمه مكونة شخصيته، ومحددة معالمه بشكل ثابت، مما يمنح إبداعه طابعاً خاصاً، فلا يكون مسخاً للآخرين" أما الآخر فهو "المختلف في الجنس أو الانتماء الديني أو الفكري أو العرقي". وقسمت المؤلفة فصول كتابها إلى ثمانية فصول تبدأ في الأول بـ "الأنا والآخر الآسيوي في رواية إسماعيل فهد إسماعيل (بعيداً إلى هنا)"، إذ يعتبر الروائي الكويتي إسماعيل "من أوائل الروائيين العرب الذين استطاعوا تسليط الضوء على صورة الآخر الآسيوي". وتدرس الدكتورة ماجدة حضور الآخر من العنوان، وصولاً إلى جماليات الفضاء المكاني والآخر، بالإضافة إلى الملامح الشخصية لهذا الآخر وصورته الإيجابية، وما يتعلق بدين هذا الآخر، ومن ثم صورة الأنا العربية من منظور الآخر الآسيوي. وتختتم ماجدة فصولها بالفصل الثامن حيثُ "كتاب الأمير" للروائي واسيني الأعرج وإشكالية الأنا والآخر المستعمر، فالرواية التي تقدم شخصية تاريخية هي عبد القادر الجزائري ممثلا الأنا في لحظة مواجهة الآخر "المستعمر الفرنسي" وتثير العديد من الأسئلة التي تجيب عليها الباحثة وترى أن واسيني الأعرج احتفى بالآخر الفرنسي "على حساب الذات".