الجلفة : رأس فأر في طبق "العدس".. وجبة ساخنة لحامل تكشف المستور
02/03/2014 - 23:05
طلاب ومرضى طالبوا بتدخل الهيئات المسؤولة
حتى لا نتهم من البداية بقذف جميع المطابخ، نقول إننا موضوعنا لا يشير إلى مطابخ مستشفيات وإقامات جامعية بعينها، و لكنه يؤكد ظاهرة إستفحلت وأضحت هي القاعدة وغيرها الاستثناء، ومن هذا الباب كان لا بد من الإشارة ولو من بعيد لمطابخ مؤسسات عمومية تحولت إلى مزابل قائمة ومعها أصبحت مسألة النظافة آخر الأشياء المحترمة والممارسة داخلها.
رأس فأر في طبق "العدس" الساخن، هي فضيحة غذائية تم تسريبها في وقت سابق من أحد مستشفيات ولاية الجلفة، حيث زلزلت "نزيلة" جاءت لتحط مولودها سكون ليل ذلك المستشفى، حينما وقفت في طبقها على قطعة لحم مجهولة، وبعد التمعن فيها تبين أن في الأمر رأس فأر كما "ولدته أمه"، لترمي صحنها جوا، وصراخها يملأ القاعة، ليسارع الممرضات إليها، وهناك اكتشفن أن النزيلة لا تعاني من أي مضاعفات ولكنه رأس الفأر الذي قدم لها، وتشير المعلومات المتسربة إلى أن "المريضة" التي كادت تسمم، تحركت وغضبت وحلفت بأغلظ الأيمان بأنها لن تسكت عن هذه الفضيحة الغذائية، لكن لا صراخها ولا صياحها ولا غضبها حرك من الأمر شيئا في حينها، حيث أكد زوجها على أن الأمور كانت "مخيطة" سلفا بعد أن تم طمس آثار القصة في حينها، وحتى شكاواه ضرب بها عرض الحائط، و هو ما جعله يحلف بأغلظ الأيمان بأن لا تحط أقدامه عتبة المستشفى المذكور ما دامت الأمور وصلت إلى غاية طبخ الفئران كما هي، ليتم تقديم أجزائها في الأطباق كحال رأس الفأر الذي كان من نصيب زوجته.
حالة أخرى بمستشفى آخر تم تداولها في وقت سابق على نطاق واسع، حينما تم تقديم طبق "لوبيا" لنزيل المستشفى فيه حشرة "الڤرلو " والمصيبة يقول إن الطبق لم يقتصر على حشرة واحدة فحسب، بل العدد وصل إلى الثلاث، مما يؤكد أن الطبيخ المُعد بأكمله لنزلاء المستشفى كان بعدد غير محدود من هذه الحشرة.
حكاية أخرى تم تداولها بأحد المطاعم الجامعية بالجلفة، حيث اكتشف إحدى الطالبات عرشا من النمل يجوب طبق "الشلاطة" بكل حرية وتم تقديمه لها و كأن الأمر عادي جدا، وهو ما جعلها تنتفض في وجوه الطباخين، لتقول إنه بعد أن تعودت على وجود "نملة" أو "نملتين" على أكثر تقدير في المئات من الأطباق المقدمة يوميا، ليجبروا على نزعها ورميها وغض الطرف عنها، تطور الأمر ليتم تقديم طبق النمل بـ "الشلاطة" وليس العكس، وهو ما جعلها تقدم احتجاجا رسميا، وتبنت قضيتها إحدى المنظمات الطلابية، لكن لا شيء تغير والمطبخ لايزال على وضعية النمل تلك، وحالة أخرى أسر بها أحد الطباخين عن اكتشاف بأحد المطابخ الجامعية لبقايا من قطعة لحم لم يتبين مصدرها في البداية بسبب تشوه الشكل، لتظهر بعد التمعن بأنها لقط لفأر أيضا ليتم نزعها وتقديم مرقها وطبيخها للطلاب وكأنه لا شيء حدث، وهو ما جعله يحتج إلا أنه لم يستطع أن يفعل شيئا ليلتزم الصمت بعد أن تم تهديده بقطع "خبزته" مؤكدا أن معاونيه قالوا به إنهم لا يستطيعون رمي هذه الكمية من "الشربة" لمجرد وجود قطعة لحم مطبوخة دون قصد قد تكون لفأر أو لشيء آخر، والمهم أن الجميع أكل الطبيخ باللحم المجهول.
هذه عينات من وقائع عاشتها مطابخ بعض المستشفيات وبعض المطابخ الجامعية، والثابت أن الأمر يبدو عاديا، وتذهب العديد من المصادر إلى التأكيد على أن ما خفي كان أعظم، مع العلم أن لجنة الصحة بالمجلس الولائي، كانت في وقت سابق، قد أكدت على الوضعية الكارثية لمطابخ المؤسسات الاستشفائية وعن استعمال وسائل أكل عليها الدهر وشرب، زيادة على أن فرق المراقبة وقمع الغش أيضا وقفت قبل حوالي 3 سنوات على وجود قناطير من مختلف المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية مكدسة في مطابخ الإقامات الجامعية كانت موجهة للطلاب، ليتم إتلافها فوريا، وهو ما يثبت الوضعية غير الصحية لبعض مطابخ ومطاعم المؤسسات المذكورة، وطالب عدد من الطلبة و بعض نزلاء المستشفيات، بضرورة تشكيل فرق خاصة تعاين هذه المطابخ و تحمل المسؤولية.