الفنان الجزائري لازال يتسول تأمينه وتقاعده بعد 50 عاما من الاستقلال

10/06/2014 - 21:51

 
يعود الفنان الجزائري ليحتفل باليوم الوطني للفنان ويعود بذلك التساؤل، أين هو الفنان الجزائري من فناني باقي الدول، وأين هي الحركة الفنية ببلادنا من الحراك العالمي، في ظل النقاش الحاد الذي يشغل بال فنانينا بقانون يأويهم ويحمي حقوقهم، في الوقت الذي يناقش فنانو العالم أمورا عظمى في مجالاتهم على غرار التطورات التكنولوجية في مجال السينما وغيرها؟ وهل يمكن الحديث عن صناعة سينمائية أو فنية بشكل عام في ظل الوضع الذي يعيشه صناع المجال؟. وقد يتذكر فنانو اليوم معاناة الراحل صاحب الروائع، الموسيقار علي معاشي، الذي كتب هذا اليوم على اسمه، تيمنا بنضالاته وهو يكافح من أجل وطنه وبفنه، بلا سلاح، حينما تم اختطافه من قبل المستعمر رفقة اثنين من رفاقه في الجهاد، وتم واقتيادهم إلى "ساحة كارنو"، وهي "ساحة الشهداء" في العاصمة حاليا، بمدينة تيارت، حيث تم اغتيالهم والتنكيل بجثثهم. ولم يكتف بذلك فحسب، بل جمع الجزائريين لمشاهدة مصير الثلاثة المشنوقين في الساحة لبث الرعب في نفوسهم، ليكون بذلك الثامن من جوان يوما وطنيا للفنان. وبعيد أكثر من خمسين عاما على استرجاع الاستقلال، لا يزال الفنانون الجزائريون يطرحون العديد من المشاكل التي أثقلت كاهلهم، ودفعت بكثير منهم إلى التفكير في الاعتزال والبحث عن مهنة أخرى تحفظ لهم كرامتهم. وهنا، يبدي هؤلاء استغرابهم من عدم تحسين ظروف عملهم أسوة بباقي القطاعات، وتمكينهم من تأمين اجتماعي، وعقود عمل، وراتب يليق بما يقدمونه، بالإضافة إلى قانون أساسي يكثر الحديث عنه في كل مناسبة.
وإن كان الفنانون الجزائريون يبدون امتعاضهم من هذا الواقع المرير، كما يصفونه، فإن مدير المجلس الوطني للفنون والأداب عبد القادر بن دعماش، يعطي بعض التطمينات، حيث أوضح في حديث لـ"البلاد" أن هيئة الفنان التي استحدثت قبل فترة، منحت الفنان الجزائري معظم حقوقه، مشيرا إلى أن "الضمان الاجتماعي للفنان لم يعد حلما بل واقعا معاشا، في ظل الصلاحيات التي تحظى بها الهيئة المكونة من فنانين من مختلف قطاعات الفن". وأشار المتحدث إلى أن ما طالب به الفنان منذ عقود أصبح جائزا ومتاحا، وأن الفنان الجزائري أصبح قانونيا يعامل كموظف مثله مثل سائر العمال في الجزائر.