الباحث اليامين زرواطي في كتاب :"العزلة والروتين والفتاوى المضللة.. أبرز عوامل نشأة الإرهاب"

04/03/2014 - 22:03

يحلل الباحث الجزائري اليامين زوراطي عوامل نشأة الإرهاب في الجزائر وتعاطي الأجهزة الأمنية مع هذه الظاهرة التي يقول إنها ولدت في العصور القديمة، ويقدم جملة من المقترحات التي يرى أنها كفيلة بـ"دحر الإرهاب"، وذلك في كتابه "التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب" الصادر قبل أيام عن منشورات "إي كتب" في لندن. وجاء في تقديم الكتاب "ما هي ظروف نشأة الظاهرة الإرهابية في الجزائر؟ كيف تطورت وما هو واقعها اليوم؟ كيف واجهت السلطات الجزائرية هذه الظاهرة على امتداد سنوات ظهورها وحتى اليوم؟". وانطلاقا من هذه الأسئلة؛ يقدم اليامين زرواطي، دراسة غنية للظاهرة الإرهابية الجزائرية. وبحكم أن تلك الظاهرة لا تختلف، في الواقع، عن أي ظاهرة إرهابية أخرى تتخذ من الإسلام غطاء لها "والإسلام منها براء"، فإن التمعن في تجربة واحدة منها، سيعين على إضاءة الظاهرة في كل مكان". وجاء أيضا في التقديم الذي وقعه الناشر "لا شك أن سبل المواجهة يمكن أن تختلف من مكان إلى آخر. كما لا شك أن تجربة المواجهة في الجزائر لم تكن من دون مثالب خطيرة، ولكن هل من سبيل أفضل للفهم لا يبدأ بالمعرفة؟". ويعرض اليمين زرواطي سبيلا واضحا للمعرفة، أجرى فيه تحليلا للإرهاب والسبل الاستراتيجية الكفيلة بمكافحته والقضاء عليه من خلال خلفية منهجية دقيقة وبناء نظري وتطبيقي متكامل، يسمح ـ كما يقول المؤلف ـ بالوقوف عند الظاهرة ثم قراءة ما جاء حولها من تنظيرات وفي الأخير تحليلها بالمقارنة مع الواقع الميداني لها، حيث اشتمل الإطار النظري على قراءة علمية موسعة للظاهرة الإرهابية بشكل عام، ثم وقفة "كرونولوجية شاملة للنشاط الإرهابي في الجزائر، وفي الأخير تحليل منطقي للتجربة من خلال عرض أوجه التوفيق والإخفاق وأفق تطويرها مستقبلا في الإطارين الداخلي والخارجي.
ويؤكد المؤلف في الوقت نفسه، على أنه لا يمكن دراسة الإرهاب كظاهرة مستقلة بل كوحدة مرتبطة بمجموعة من العوامل الاجتماعية، الثقافية الإثنية، السياسية والاقتصادية، ومن خلال جوانب تقنية، فنية، "تكيتيكية" واستراتيجية، حتى نتمكن من الوقوف الموضوعي الدقيق عند جوانبها الأساسية وحتى نتمكن من تحديد الأدوات الجوهرية الكفيلة بتحليلها تحليلا علميا دقيقا، ثم حتى نتمكن من بناء استراتيجية كفيلة بمحاربتها أو مكافحتها، القضاء النهائي عليها ومحو آثارها، ثم وقاية المجتمع البشري عموما والمجتمع الجزائري خصوصا من عودتها إلى الظهور".
من ناحية أخرى، يعتقد صاحب الكتاب أن هناك عدة عوامل تساهم في نشأة الإرهاب، من بينها النفسية تمكن غالبا في الشخصية والعقل الباطن، والعزلة والتدين المتطرف، والروتين والإحباط واليأس. ويقول هنا "يؤدي الدافع الديني والفراغ الروحي واختلال القيم وحالات القلق، والكآبة التي يعاني منها الإنسان، والشاب خصوصا لأنه من الشرائح المستهدفة من قبل المخططين والمنظمين، إلى ضغوط نفسية كبيرة تولد شعورا بالكراهية نحو المجتمع الإنساني عموما، والمجتمع المحلي بصفة خاصة، فتنمو تلك المشاعر لنصنع دافعا للانتقام منه. كما توجد هناك، حسب الكتاب، دوافع سياسية، حيث يمكن أن يكون للدافع السياسي جذور قومية كدوافع المنظمات الثورية، كما قد تكون له جذور عنصرية مثل دوافع منظمة "أيوكا" القبرصية والجيش الإيرلندي.