كاميرا مراقبة تكشف تفاصيل جريمة نكراء ضد حارس ليلي بعنابة
05/02/2014 - 8:55
زميلاه قتلاه للاستيلاء على أموال وحدة بيع التجهيزات الكهرومنزلية
أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، بعقوبة السجن المؤبد، شخصين أحدهما كان يشتغل حارسا والآخر مسؤول مبيعات بوحدة بيع التجهيزات الكهرومنزلية التابعة لمؤسسة خاصة مقرها بضاحية سيدي إبراهيم بمدينة عنابة، بعد تورطهما في قتل زميل لهما، كان يشتغل حارسا ليلا بالوحدة.
وتم قتل الضحية داخل الوكالة في إحدى السهرات الرمضانية، تم تغطية جثته بعلب ورقية من الحجم الكبير، قبل سرقة مبلغ مالي بقيمة 226 مليون سنتيم من خزائن الوحدة، وإغلاق البوابة الخارجية بالمفاتيح والفرار إلى وجهة مجهولة. القضية تعود حيثياتها إلى أواخر شهر جويلية المنصرم لما تلقت وحدات الحماية المدنية اتصالا هاتفيا من أحد الحراس العاملين بالمؤسسة، والذي التحق بالوكالة لمزاولة نشاطه وفق البرنامج المسطر في شهر رمضان المعظم، حيث أنه لم يعثر على الحارس الليلي الذي تعود على انتظاره عند البوابة الرئيسية، ومع ذلك فقد أقدم العون المكلف بالحراسة نهارا على فتح الباب الخارجي، والذي كان مغلوقا بالمفاتيح، ليدخل المقر حيث وجد زميله مرميا في إحدى زوايا الوكالة، وعليه علبة ورقية من الحجم الكبير، فاعتقد في بادئ الأمر بأنه نائم بسبب الإرهاق والتعب، الأمر الذي جعله يقترب منه ويرفع الغطاء، ليقف على بشاعة الجريمة، لأن الحارس الليلي عثر عليه جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء، بعدما تم ذبحه من الوريد إلى الوريد باستعمال آلة حادة، قبل أن يتم تشويه جثته بطريقة وحشية، وذلك بتوجيه طعنات باستعمال السكاكين للضحية في مختلف أنحاء الجسم، ليتم بعدها إثر مصالح الأمن التي تدخلت على جناح السرعة وفتحت تحقيقا استعجاليا في القضية، كشف في أولى مراحله أن الجناة استولوا على مبلغ مالي من خزينة الوحدة، من دون استهداف التجهيزات الكهرومنزلية التي كانت معروضة للبيع أو تلك الموضوعة في المخزن، قبل أن تنجح الجهات الأمنية في كشف ملابسات هذه الجريمة، وذلك بتوقيف أحد حراس الوكالة ومسؤول المبيعات، ومتابعتهما بتهمة ارتكاب جناية ضد الأشخاص والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد إضافة إلى تهمة السرقة المقترنة بظرفي الليل والتعدد.
خلال جلسة المحاكمة أمس حاول المتهمان إنكار الأفعال التي نسبت إليهما، حيث أكد أحدهما أنه لم يقم بقتل زميله في العمل ولا سرقة المبلغ المالي من خزائن الوحدة، بينما أوضح الثاني أن الضحية كان بمثابة شقيقه، رغم أن مصالح الأمن استعانت في تحرياتها بالكاميرات المنصوبة داخل الوحدة، والتي أظهرت المتهمين كانا بصدد مغادرة مقر الوكالة في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا من السهرة التي وقعت فيها الجريمة، كما أن الوحدات الأمنية عثرت على الهاتف النقال الشخصي لمسؤول المبيعات في مسرح الجريمة مباشرة بعد فتحها تحقيقا في القضية.
أما زوجة الضحية والتي حضرت الجلسة فقد أكدت أن مسؤول المبيعات بالوحدة كان منذ حلول شهر رمضان يلح على ضرورة تنقل الضحية إلى منزله لتناول وجبة الإفطار عنده، من دون أن تكشف عن العلاقة التي كانت تربطهما في تلك الفترة، لتلتمس النيابة العامة عقوبة الإعدام في حق المتهمين. وبعد المداولات القانونية قضت هيئة المحكمة بتسليط عقوبة السجن المؤبد على المتهمين بقتل زميلهما في العمل من أجل الاستيلاء على 226 مليون سنتيم من خزائن الوحدة.