حديقة التجارب بالحامة... المتنفس "المنعش" للعاصميين
23/08/2014 - 12:02
تعتبر حديقة التجارب بالحامة بولاية الجزائر رئة العاصمة بالنظر إلى أهميتها البيولوجية كما تعد أيضا وجهة مفضلة لمئات الزوار الراغبين في شيء من الهدوء والسكينة بعيدا عن الشواطئ المكتظة بالمصطافين.
وقد أسست الحديقة سنة 1832 حيث تتربع على مساحة 32 هكتارا وتمت إعادة فتحها للزوار سنة 2009 بعد أشغال إعادة تهيئة وتحديث كلي التي استمرت مدة خمس سنوات.
ويقصد الحديقة يوميا مئات الزوار من العاصمة ومن ولايات الوطن للتمتع بفسحة في أحضان الطبيعة يكتشفون من خلالها سحر ممراتها المزينة بمختلف أنواع الأشجار الباسقة ومختلف الأنواع النباتية والحيوانية التي تضمها والتي جعلت منها حديقة الجزائر الأولى. ويختار العديد من المواطنين حديقة الحامة وجهة لهم بعيدا عن زحمة الطرقات وضجيج المركبات والشوارع وحتى زحمة الشواطيء للاسترخاء والاستمتاع بجوجميل، كما أنها تعد قبلة لكل زائر يقصد العاصمة لأول مرة فهي تمثل أحد أبرز المعالم التي لا يمكن تفويتها. وفي هذا الخصوص، قال عبد اللطيف بوهديرة مدير دار الشباب ببلدية ورڤلة الذي قدم الى العاصمة رفقة فوج مكون من 25 شابا وطفلا إنه تمت برمجة زيارة حديقة الحامة ليتمكن هؤلاء لأول مرة من التعرف عليها عن قرب والتمتع بمناظرها مع زيارة حديقة الحيوانات التابعة لها. من جهته، قال يوسفي محمد الذي كان مرفوقا بعائلته قدم من ولاية تيبازة إنه جاء إلى الحديقة منذ بداية العطلة الصيفية أربع مرات وينوي العودة إليها على الأقل مرتين قبل الدخول المدرسي (7 سبتمبر المقبل) بالنظر إلى الهدوء الذي يميزها خلافا للشواطيء التي ازداد الإقبال عليها خاصة في هذه الأيام التي شهدت ارتفاعا في معدلات الحرارة، وأضاف "لدي ابنة تدرس في الطور المتوسط كلفتها بأن تعد لي ملخصا عن البطاقات الفنية للأشجار الموجودة بالحديقة وحتى الحيوانات وكان هدفي أن أعزز ثقافتها البيئية وهي تستمع بذلك في كل مرة وتلح علي من أجل العودة مجددا لتستكمل ما أصبحت تسميه بالبحث".
السيدة جازية التي كانت رفقة والدتها وأبنائها تحدثت عن الحديقة فقالت "قدمت من بلدية الدويرة غرب العاصمة زوجي موظف ولم يتمكن من مرافقتنا وأطفالي كانوا يرغبون في القيام بجولة إلى البحر إلا أنني فضلت أن أحضرهم إلى هنا وقد أعجبهم المكان"، واعتبرت أن المكان يوفر الحماية للعائلات والأشخاص وهو بمثابة مكان للاسترخاء والترفيه خاصة في ظل وجود حديقة للحيوانات التي كانت أول ما جلب اهتمام أبنائها الثلاثة.
وفي هذا السياق، قالت المكلفة بالإعلام بالحديقة الآنسة جبالي إن أبواب الحديقة تفتح من التاسعة صباحا إلى 7 مساء وكل الزائرين مطالبون بالاطلاع واحترام القانون الداخلي المعتمد بالمكان من أجل المساهمة في الحفاظ على هذا الفضاء الطبيعي الذي يعد متنفس العاصمة. وكشفت أن الحديقة استقطبت منذ الفاتح جانفي 2014 والى غاية 8 أغسطس الجاري 748.221 زائرا، وأشارت إلى أن هناك جهودا تبذل على مستوى الحديقة لتوفير شروط الراحة لقاصديها الذين يبقون مدعوين للاطلاع على مختلف اللوحات التعريفية الخاصة بالثروة الحيوانية والنباتية والغابية التي تضمها الحامة بغية تطوير وتعميق ثقافتهم البيئية. وأعابت على بعض الزوار بعض السلوكيات خاصة الشباب والتي من شأنها أن تنعكس سلبا على الحديقة كتسلق أشجارها والمشي على المساحات الخضراء والمزروعة وإطعام الحيوانات الأمر الذي يضر بها.