"فرحة مباراة الخضر" تودي بحياة المخرج عبد الرزاق هلال

29/06/2014 - 20:48

نزل نبأ وفاة المخرج الجزائري عبد الرزاق هلال، عن عمر يناهز الـ62 سنة، كالصاعقة على رفاق دربه ومحبي أعماله الفنية، حيث رحل أول أمس إثر أزمة قلبية تأثرا بالمباراة التي خاضها الفريق الوطني أمام نظيره الكوري في نهائيات كأس العالم بالبرازيل. ويعتبر الراحل عميد الإخراج التلفزيوني في الجزائر، وصاحب الإعمال الخالدة والرصيد الذي لا ينسى، هذا الرجل الذي لبى نداء الجزائر والرسالة فكان القدوة في أخلاقه وأعماله. وحصل هلال، على شهادة "ليسانس" تخصص فلسفة بالجزائر، كما درس الإخراج بفرنسا بمجموعة من الأعمال كانت كافية لتخليده، فمن غير الممكن أن ينسى المشاهد الجزائري سلسلة الأفلام الدرامية التي تم إنتاجها سنوات التسعينيات بعنوان "بورتريه"، إضافة إلى العديد من الأشرطة الوثائقية خصوصا ما تعلق منها بالثورة، إلى جانب فيلم "رقم 350" والذي تم إنتاجه في 1995 من قبل المؤسسة الوطنية للسمعي البصري، حيث يعتبر هذا العمل نقلة نوعية في مجال السينما العربية والعالمية. ويعد هلال من دعاة التجديد في كل المجالات الفنية، ويلقب بأب الشباب في التلفزيون الجزائري، فهو معروف باكتشافه للوجوه الشابة وبحثه دائما عن التجديد في مجال الإبداع أدبا كان أو سينما.
وحرص عبد الرزاق هلال، الكاتب والقاص والروائي، دائما على أرشفة التاريخ السينمائي الجزائري، والذي تجسد طموحه في آخر إصداراته الذي جاء بعنوان "ثورة الجزائر بالصورة"، ويعد كتابه الخامس في مجال التاريخ والأدب والرواية، حيث كرم فيه الراحل السينما "الاستعمارية" من 1895 إلى عشية 1962، حيث ركز في إصداره على إعطاء المفاتيح التي كان يستخدمها هؤلاء. واستغل هذا التاريخ وبحث في مجال الصور السينمائية بالجزائر ليوصل المعلومة وليؤرخ، وكان ممن يغارون على تاريخ البلاد، وشدد دائما في محاضراته ومشاركاته الوطنية والدولية، على ضرورة إعطاء الثورة الجزائرية حقها ومكانتها الحقيقة، وتجسدت رغبه الأخيرة، في أعماله الوثائقية التي يعتبرها النقاد من أبرز ما قدمته السينما للثورة في سبيل أرشفة الأحداث، سواء في المجال النظري أو على الصعيد العملي.