"أوليفر ستون" يتهم أمريكا بسفك دماء السوريين ويعتذر للجزائريين: آسف لأنني لم أنل شرف إخراج فيلم "الأمير عبد القادر" ولكني لست السبب

02/03/2014 - 22:02

- لا أثق في المؤرخين لأنهم يذكرون الأحداث التي تخدم مصالحهم الشخصية فقط
- أفضل شيء يمكن أن يفعله أوباما لسوريا هو تركها وشأنها     
أعرب المخرج الأمريكي الشهير "أوليفر ستون" عن أسفه لإلغاء مشروع إخراجه للفيلم السينمائي الذي يؤرخ لحياة مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر وأوكلت مهمة إخراجه للأمريكي "شارل برنات"، وهو ما أثار الكثير من الجدل. وقال إنه كان يشرف على إنتاج هذا العمل السينمائي الذي تصور مشاهده حاليا، لكنه تفاجأ بإلغاء فكرة إخراجه له. ويعتبر "ستون" نفسه كاتبا للرواية وليس مؤرخا، وذلك ردا على الاتهامات التي تقول إنه كان دائما يسعى إلى كتابة التاريخ من أجل "ترويج أجندته الليبيرالية"، مضيفا في حوار لصحيفة "القدس العربي"، أن الدراما متداخلة مع التاريخ بل ومكملة له، حيث تساهم في توضيح أمور عجز التاريخ عن كتابتها بشكل مضبوط، مشيرا إلى أنه لا يثق بالمؤرخين كونهم يكتبون التاريخ من وجهة نظرهم الخاصة، ويشيرون إلى الأحداث التي تخدم مصالحهم الشخصية والوطنية ومواقفهم السياسية ويتغاضون عن حقائق أخرى.
ويقول "أوليفر ستون" الذي زار الجزائر منذ أشهر؛ إنه وقع في فخ الدراما التي تتعارض مع التاريخ، وذلك في إحدى أفلامه التي تناولت قصة الزعيم الإفريقي الراحل "مارثن لوثر كينغ"، حيث رفضت عائلته "سيناريو" الفيلم الذي أظهر"كينغ" زعيم حركة الحقوق المدنية في أمريكا في صورة زير نساء، بينما يصر "ستون" على موقفه من هذا الرجل كونه استقى الحقائق من مؤرخين سود، معبرا عن ذلك بقوله "أعتقد أنه أمر سخيف أن ذويه والقائمين على رعاية مصالحه بعد وفاته؛ غيورون بهذه الطريقة على الحفاظ على تلك الأسطورة المحيطة به.. علينا كسر ذلك وهذا ما أفعله في أفلامي منذ البداية". ويعتقد "ستون" أن آلية الحرب العالمية الثانية جرّت أمريكا إلى حالة من أولوية الأمن القومي دون رجعة بعد الأزمة النووية في أكتوبر 1962  للسلام. وقال إن تجاهله لإسرائيل في الفيلم لم يكن خوفا منها وإنما لأسباب فنية، إلا أنه تعرض لهجوم شرس من قبل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة عندما اتهم اليهود وإسرائيل بالسيطرة على السياسة والصحافة الأمريكية في لقاء صحفي قبل عامين، مما جعل شركة التلفزيون "سي بي آس" تهدد بإلغاء مشروع "التاريخ غير المروي للولايات المتحدة"، مما اضطر "ستون" للاعتذار من اللوبي الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، علق المخرج على المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وتحديدا في سوريا، متهما الحكومة الأمريكية بإحداث الأزمات وسفك الدماء في المنطقة. ودعا واشنطن وأوباما إلى ترك البلاد العربية "تسببت أمريكا بتدخلاتها في إحداث فوضى وزادت الأوضاع سوءا بعسكرة المنطقة بأسرها.. وأفضل شيء يمكن أن يفعله أوباما لسوريا هو تركها وشأنها"، وفق تعبيره.