علماء اجتماع يشرحون ظاهرة "الربيع العربي" بوهران
21/02/2014 - 20:09
اختتمت أول أمس بوهران فعاليات الملتقى الدولي "علماء الاجتماع العرب أمام أسئلة التحولات الراهنة" المنظم من طرف المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بمشاركة 56 باحثا وعالم اجتماع من مختلف مراكز البحث والجامعات العربية، تناولوا الحراك الاجتماعي الأخير أو ما يسمى بـ "الربيع العربي"الذي شهدته العديد من دول العالم العربي. وإن كان المشاركون قد اتفقوا حول ضرورة مواكبة علم الاجتماع للتطورات الاجتماعية وأهميته كعلم يساعد على فهم تغير البنية الاجتماعية، إلا أنهم اختلفوا حول تفسير الحراك العربي، بين من اعتبره حراكا شعبيا صنعته الشعوب، وبين من اعتبره صناعة غربية محضة، وآخرون اعتبروه كان عفويا في بدايته غير أن أياد خارجية عبثت به ووجهته بما يخدم مصالحها. وكانت الكلمة في الجلسة الأولى لأستاذ علم الاجتماع السياسي وعميد كلية الآداب بجامعة القاهرة "أحمد عبد الله زايد"الذي خصص رسالته في الملتقى للثورة المصرية ومشاركة النخبة فيها وما صاحب ذلك من تغير في البنية الاجتماعية للمجتمع المصري، حيث قال بأنه ظهرت هناك نخبة انتفاعية والتي ركبت موجة الأحداث في مصر دون أن تشارك فعليا في الثورة، حيث قال "كثير من الجماعات الإسلامية انتفعت من الثورة المصرية دون أن تشارك فيها"، وقال إن ما حدث في مصر أدى إلى التفكك وصعود جيل جديد من الشباب في مقابل سقوط النخب التقليدية. كما نابت الأستاذة "سعاد شديد" عن كلمة الأستاذ "أبو بكر باقادر"من السعودية والذي كانت رسالته حول "التيارات الفكرية والتحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية في المملكة العربية السعودية في ظل الربيع العربي"، حيث كانت فحوى الرسالة لتفنيد الرؤية السائدة أن المجتمع السعودي يوصف بالمجتمع المنغلق وأحادي الرأي والذي ينعدم فيه حراك سياسي واجتماعي، وأن الثقافة السعودية "هي ثقافة صمت وعدم مناقشة"، حيث قالت مقدمة الرسالة نيابة عن صاحها بأن كل مجتمع فيه حراك حتى المجتمع السعودي الذي يوصف بالمنغلق فيه حراك تديره جهة واحدة أو خطاب واحد، "وهو خطاب ديني رسمي تسلطي في شكله الوهابي". وكانت رسالة أستاذ علم الاجتماع الديني بالجزائر أكثر إثارة بتطرقه للنخب الدينية وعلاقتها بالحراك العربي الأخير في مصر، تونس، المغرب، سوريا والجزائر، وبدأ بتساؤله:"ماهي نتائج الحراك العربي على الجماعات الإسلامية"؟ لتكون الإجابة بأنها نقلتها من العمل التقليدي المتمثل في الدعوة إلى العمل السياسي، واستطرد قائلا بخصوص ما حدث في مصر بعد عزل مرسي: "السطو على فرصة تسيير السلطة أدى إلى أمر خطير وهو نزع القداسة عن النخبة الإسلامية، فالإخوان المسلمون، يقول المتحدث، نزعت منهم سلطة اكتسبوها بواسطة وسائل يدعي الآخرون أنهم يؤمنون بها، ونزعت منهم بوسائل يندد بها الآخرون وهو ما نتج عنه المقاومة بمختلف أشكالها"، واضاف موضحا بأن الثوران الشعبي في مصر أدى إلى تغيير في البنية السلفية التي كانت تحرم كل المناهج التي تؤدي إلى السلطة، وأصبحت تتبنى مناهج وأفكارا كانت تكفر بها الآخر مثل المشاركة في البرلمان والحكومة. وفي تونس، قال "الأستاذ "زبير"بأن "تبصر قيادة النهضة ساهم في التوصل إلى دستور توافقي يوصف بأنه يطابق الدستور الأمريكي في كثير من الجوانب". وفي اليوم الثاني، تميز الملتقى برسالة الباحث التونسي التي قدم خلالها المشاركة الهامة للفلاحين التونسيين في ثورة الياسمين، وكذلك رسالة الدكتور "خضر زكريا"من سوريا الذي حاول أن يلملم برسالته المشهد السوري المتشظي من خلال تطرقه لتوجهات الأحزاب السياسية السورية وموقفها من الثورة السورية.. وقد اعتبر المشاركون أن هذا الملتقى يعتبر من أهم الملتقيات الدولية التي تطرقت للحراك العربي، بعد ملتقى مماثل احتظنه "الكراسك"أيضا قبل عامين غير أنه كا متزامنا مع بداية موجة ما يسمى بـ "الربيع العربي"، حيث إن هذا الملتقى حسب المشاركين مكن من تشخيص ذلك الحراكـ، ومن المنتظر أن تنشر رسائل المشاركين في عمل موحد.