السكان يعيشون التخلّف التنموي ويصارعون العزلة

25/06/2014 - 22:07

 
يعاني العشرات من قاطني قرية لقويرات 7 كلم عن بلدية ورماس بالوادي مشاكل بالجملة ونقائص تنموية كثيرة جعلت سكانها معزولين عن العالم الخارجي ويعيشون حياة البدائية بكل تفاصيلها، الأمر الذي تذمر منه المواطنين مطالبين الجهات المعنية بالتفاتة فعلية لإيجاد حلول لهذه الوضعية المزرية وانتشالهم منها.
القرية المذكورة مازال أهلها يعيشون حياة البدائية والتخلف بسبب انعدام المرافق التعليمية والترفيهية التي زادت من معاناتهم اليومية سيما أن المنطقة معروفة بطابعها الفلاحي والرعوي وكثرة "الغيطان" أين يعمل سكانها بقطاع الفلاحة كزراعة منتوجي البطاطا والتمور اللذان يشهدان ازدهارا كبيرا في القرية أما القطاع الرعوي فالقاطنين وفي حديثهم للجديد أكدوا أن تربية الماشية والماعز والجمال مهنتهم الوحيدة ومصدر رزقهم الأول حسبهم.
نقص المرافق التعليمية مشكل يؤرق التلاميذ وأولياءهم
وأوضح العديد من الأهالي ممن التقت بهم الجديد أن معضلة نقص المؤسسات التعليمية كمن يزيد البنزين للنار حيث يتواجد بالقرية سوى فرع للابتدائية عدد الأقسام لا يتعدى الثلاثة حيث أكدوا أن عملية التدريس بطيئة جدا ومتخلفة نظرا لغياب معظم الوسائل الحديثة لتوصيل الفكرة لذهن التلميذ الذي لا يزال في بداية مشواره الدراسي الأمر الذي جعل العديد من الآباء يقوم بفصل ابنه عن التعليم متوجها به للحياة العملية ومهنة الرعي التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الأطفال المفصولين عن مقاعد الدراسة بسبب العائدات المالية التي يجنيها منها حسب حديثهم.
من جهة أخرى أضاف محدثونا أن المنطقة تفتقد إكمالية رغم النسبة المرتفعة للتلاميذ المتمدرسين ما يضطرهم إلى التنقل لمواصلة مشوارهم الدراسي في المؤسسات التعليمية الواقعة بعاصمة البلدية التي تبعد عنهم حوالي 7 كلم الشيء الذي أثار قلق وخوف الأولياء على فلذات أكبادهم الذين يضطرون للنهوض في ساعات مبكرة ويمشون على الأقدام للوصول إلى المتوسطة في حالة غياب النقل المدرسي وهذا ما يعرضهم للخطر الذي بترصدهم في كل يوم من قبل عصابات السرقة لاسيما أن هذه الظاهرة تفشت في الآونة الأخيرة بالولاية. أما فيما يتعلق بفئة الفتيات فمعظمهن يتوقفن عن الدراسة ويتجهن للشؤون المنزلية نزولا عند رغبة أوليائهن. وأشار المتحدثون إلى أنهم طالبوا المصالح المعنية خاصة المجلس الشعبي البلدي السابق ببرمجة مجمع دراسي تقام به أقسام للناجحين من شهادة التعليم الأساسي والمتنقلين للمتوسط للتخلص من المشكل المطروح، إلا أن الجهات الوصية لم تعر أدنى اهتمام لمطلبهم رغم المراسلات والنداءات المتكررة مبررين رفضهم بنقص الكثافة السكانية بالقرية على حد قولهم.
المياه الصالحة للشرب والإنارة العمومية غائبة
قال المواطنون بقرية لقويرات إنهم يعانون من نقص كبير في التزود بالمياه الصالحة للشرب وأكدوا أنهم في غالب الأحيان يلجأون للشرب من مياه الآبار نظرا للطبيعة القاسية التي يعيشونها الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على صحتهم بسبب الأمراض التي قد يحملها الماء، وهذه الحالة المأساوية التي عبّر عنها السكان خاصة ربات البيوت اللواتي يعتمدن على هذه المادة الحيوية لقضاء الأشغال المنزلية لم تعد تطاق. وأوضح أحدهم أنهم في كثير من الأحيان يتحملون عناء السفر إلى عاصمة البلدية لشراء الماء،  في الوقت الذي طالب فيه القاطنون السلطات المعنية بتزويدهم من صهاريج تتوفر على جميع المواصفات الصحية والبيئية للحد من هذه المعاناة التي شكلت عائقا كبيرا للكثيرين لاسيما الذين لا يمتلكون سيارات فيضطرون للمشي أو كراء سيارات "الفرود". 
أما فيما يتعلّق بمشكل الإنارة العمومية فهي منعدمة تماما عن القرية الأمر الذي يتسبب غالبا في وقوع حوادث أليمة بسبب غياب الرؤية خاصة في الليل حيث باتت القرية المذكورة يكسوها الظلام الدامس دون تحرك السلطات المسؤولة رغم المراسلات المرفوعة لها، وعبر الأهالي عن استيائهم الشديد جراء التهميش الذي تعانيه قريتهم لاسيما الوضع الذي لم يعد يطاق كما أطلقوا عليه جراء عدم توفر الإنارة العمومية، بينما أوضح محدثونا أن غيابها ساهم في خلق العديد من المشاكل التي أرقتهم طويلا، الأمر الذي ساهم في انتشار عصابات سرقة الكوابل لاسيما أن المنطقة ذات طابع فلاحي وتكسوها "الغيطان" من كل مكان فضلا عن تكاثر الحشرات خاصة في فصل الصيف ومنع القاطنين من السهر خارجا حسب قولهم وتعرض الكثيرين للسعات العقرب المميتة في غالب الأحيان، والأدهى والأمر هو غياب قاعة العلاج واضطرارهم لنقل مرضاهم للتداوي بعاصمة البلدية باعتبارها الأقرب إليهم.
حصص البناء الذاتي وغاز المدينة حلم منشود ينتظر التحقيق
أعرب القاطنون لـ"البلاد" عن قلقهم  بسبب تأخر استفادتهم من حصص البناء الذاتي التي من شأنها أن تفك عنهم الوضع المزري الذي يعيشونه وذلك نتيجة لاهتراء مساكنهم باعتبارها مبنية من الجبس المحلي الذي يعتبر قليل التماسك وسرعان ما يتأثر بالعوامل الطبيعية كالرياح والأمطار التي غالبا ما تتحول إلى نقمة للكثيرين مناشدين في الوقت ذاته الجهات الوصية بالإسراع في برمجة حصص لهم في أقرب الآجال حسب حديثهم. أما بالنسبة لمشكل غاز المدينة الذي ظل حلما يراود قاطني المنطقة ليبعد عنهم خطر قارورات غاز البوتان التي تسببت في الآونة الأخيرة في سقوط الكثير من الضحايا جراء الاختناق أو الإنفجار.
 
 
مشكل النقل وضعف شبكة الاتصالات يثيران غضب السكان
 
صب المواطنين بقرية لقويرات وعاصمة البلدية على حد سواء جام غضبهم على مصالح البلدية التي لحد الساعة لم تجد حلا للمشكل المذكور منذ مدة طويلة رغم المناشدات المتكررة لهم بإيجاد حل لأزمة النقل إلا أنه لحد الساعة لم تحرك ساكنا. ويشتكي القاطنون من قلة حافلات النقل المؤدية لعاصمة الولاية الأمر الذي يضطر الكثيرين للتوجه إلى سيارات الفرود أو تأجيل قضاء حاجياتهم ومنهم من يعتمد على سياراتهم الخاصة. أما معضلة ضعف شبكة الاتصالات فحدث ولا حرج على حد قولهم وبكل الشرائح مما يحتم عليهم في كثير من الأحيان الصعود إلى أماكن عالية ليتمكنوا من الاتصال.
وأمام هذا الوضع يطالب سكان قرية لقويرات السلطات الوصية بانتشالهم من هذه الحالة التي أرقتهم طويلا وتسببت في عزلهم عن العالم الخارجي في أقرب الآجال.
قرية العامرة ببلدية أميه ونسة
عائلات تعيش حياة البداوة وسلطات لا تدري
يعيش العشرات من قاطني قرية العامرة ببلدية إميه ونسة بولاية الوادي داخل أشباه منازل بنيت بالمادة المحلية "الجبس" مغطاة بالبلاستيك ومرقعة من كل الجوانب وكأنها تعود إلى آلاف السنين والتي يقابلها نوم عميق للسلطات الوصية.
يعيش سكان قرية العامرة ببلدية اميه ونسة على غرار قراها 18 حالة من العزلة بعدما همشهم المسؤولون حيث لا يعرفون طريقهم سوى اثناء الحملات الانتخابية تاركين إياهم تحت أسقف منازلهم المشيدة بالمادة المحلية ووسائل تقليدية من القصدير والأخشاب مما جعلهم يعيشون حالة  خوف ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء خلال الأيام الاخيرة التي عرفت تساقط كميات كبيرة من الامطار تسربت الى المنازل. فيما اكد سكان القرية الذين يزيد عددهم على الألف عدم تسجيلهم في إطار القاطنين بالمساكن الهشة مما حرمهم من إعانة الدولة رغم خطورة وضعيتهم مطالبين السلطات الولائية بضرورة الاهتمام  بهم أكثر وانتشالهم من الوضعية الكارثية.
لا صرف صحي ولا شبكات مياه وكلها تقليدي
تفتقر قرية العمامرة إلى ربطها بشبكات الصرف الصحي مما جعل سكانها يتخاصون من المياه المستعملة بطريقة  تقليدية عن طريق حفر الأمر الذي يهدد صحتهم، ناهيك عن الروائح الكريهة وتكرار حوادث السقوط فيها.
كما يوفر السكان المياه بطرق تقليدية في ظل انعدام شبكة المياه الشروب الامر الذي يهدد بإصابتهم بأمراض كالتيفوئيد حيث لا فرق بين مياه السقي ومياه الشرب والاستهلاك.
أطفال يحلمون برؤية البحر 
تحولت الكثبان الرملية والمنازل المهجورة في ظل انعدام المرافق لترفيه أطفال القرية الذين تجدهم حفاة يركضون عليها ببراءة لامتناهية يحلمون على غرار ابناء الشمال  رؤية أمواج البحر والتمتع بزرقته على الطبيعة بدلا عن طريق شاشات التلفزيون.
 شباب العمامرة حالهم ليس بأحسن من بقية الفئات حيث يتخبطون في أزمة البطالة وانعدام فرص عمل التي اقتصرت على الفلاحة والبناء بمنطقتهم البعيدة عن مقر البلدية وعاصمة الولاية التي يتنقلون إليها بعد جهد جهيد وانتظار ساعات للظفر بوسيلة نقل تضمن وصولهم إلى وجهتهم، مناشدين الجهات الوصية الالتفات إليهم.
أمن الوادي يعالج أكثر من 380 قضية خلال أسبوع واحد
تمكنت مصالح الشرطة التابعة لإقليم أمن ولاية الوادي من معالجة أكثر من 380 قضية خلال أسبوع واحد في الفترة الممتدة من 03 إلى 10 جوان من السنة الجارية حيث تتمثل معظمها في مكافحة الجريمة وتوقيف المخالفين للقانون.
وقد سجلت مصالح الشرطة القضائية 8 قضايا تتعلق بالضرب والجرح العمدي، و9 قضايا تتعلق بالسرقة، وقضية واحدة تتعلق بحيازة المخدرات. أما في مجال الأمن العمومي فقد مصالح الأمن 3 حوادث مرور خلفت 3 جرحى وتحرير 382 مخالفة وغرامة جزافية مع سحب 74 رخصة سياقة. وفي مجال البناء والعمران تم تسجيل 5 قضايا في البناء والعمران وقضية واحدة بالنسبة للنظافة والصحة العمومية. أما في مجال التنظيم فتم تسجيل 3 مخالفات تتعلق بمراقبة المهن المنظمة. هذا وتواصل مصالح الأمن هذا النشاط بكل احترافية وانضباط لضمان الأمن وحماية المواطن.
بعد تحريات مكثفة
الأمن يسترجع مبلغا ماليا و5 سيارات محل سرقة
تمكنت قوات الشرطة التابعة لأمن دائرة المقرن بالوادي من توقيف 5 أشخاص بنقطة مراقبة، يحوزون مبلغا ماليا معتبرا من العملتين الوطنية والأجنبية يقدر بـ120 مليون سنتيم  سرق من أحد المنازل. وهذا بعد توقيف سيارة سياحية من قبل عناصر الشرطة بإحدى نقاط المراقبة الأمنية بأمن دائرة المقرن، كان على متنها  5 أشخاص، وبعد التدقيق في عملية مراقبة السيارة وتفتيشها تم اكتشاف مبلغ مالي معتبر بداخلها يقدر بـ 7000 أورو، و12 مليون سنتيم من العملة الوطنية. ولتضارب أقوال وتصريحات الموقوفين حول مصدر هذا المبلغ المالي تأكد لقوات الشرطة عدم شرعية مصدره، ليتم التحقيق معهم بشكل معمق ليعترفوا في الأخير بأنهم قاموا بسرقته من منزل أحد الأشخاص المقيم بالمقرن. وبعد الاتصال بالضحية وإخطاره بالموضوع تفطن إلى عملية السطو الذي تعرض لها مسكنه، ليودع شكوى رسمية أمام مصالح الضبطية القضائية بالمقرن وإعداد ملف قضائي ضد المتورطين في القضية وتقديمهم أمام الجهات القضائية.
هذا وكانت مصالح الشرطة القضائية بالولاية قد قدمت خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري 3 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 30 و42 سنة أمام نيابة محكمة الوادي في قضية خيانة الأمانة وإخفاء أشياء متحصل عليها من جريمة طالت 3 سيارات سياحية، وإيداعهم الحبس بعدما قام مالكوها بكرائها  لمدة زمنية وبعد انقضائها تم الاتصال بزبائنهم من أجل استرجاع السيارات دون جدوى، لتطول مدة الانتطار. وبعــــد عملية بحث عن السيارات تم العثور عليها من طرف عناصر الشرطة القضائية بمرآب في عاصمة الولاية وتوقيف 3 أشخاص أنجزت بشأنهم ملفات قضائية قدموا بموجبها أمام الجهات القضائية التي أصدرت في حقهم أمر إيداع عن تهمة خيانة الأمانة وإخفاء أشياء متحصل  من جريمة. و في عملية أخرى متصلة استرجعت الشرطة القضائية سيارتين سياحيتين طالتهما عملية السرقة وخيانة الأمانة والنصب والاحتيال وتسليمهما إلى مالكيها ليصل عدد السيارات المسترجعة من طرف المصالح 5 سيارات، تضاف هاتان العمليتان النوعيتان إلى تلك التي العملية التي قامت بها شرطة جامعة مؤخرا والتي أسفرت عن استرجاع 15 سيارة أخرى ليصل العدد الإجمالي للسيارات المسترجعة في وقت وجيز إلى 20 سيارة.