نورة ستظل "أيقونة" للأغنية الجزائرية داخل الوطن وخارجه
07/06/2014 - 22:58
قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيدة فطيمة باجي الشهيرة بـ"نورة"، والتي وافتها المنية الأحد الماضي عن عمر يناهز 72 سنة؛ إن الراحلة ستظل "أيقونة للأغنية الجزائرية داخل الوطن وخارجه". وجاء في برقية الرئيس "ودعت الجزائر والوسط الفني نجمة من رواد الطرب الأصيل، المغفور لها بإذنه تعالى الفنانة فطيمة باجي.. هذه السيدة التي وقفت حياتها منذ أكثر من نصف قرن على خدمة الأغنية الجزائرية في مجمل طبوعها وأنواعها". وأضاف الرئيس أن مسار الراحلة "قد أكسبها الاحترام والتقدير بالنظر إلى التزامها أداء الأغنية الأصيلة في اختيار الكلمات وانتقاء الألحان والأداء الجيد بما حباها الله به من صوت عذب شجي"، مضيفا "إذا كان المرء يذكر بمآثره وأعماله القيمة فإن هذه الفنانة ستظل بلا ريب أيقونة للأغنية الجزائرية داخل الوطن وخارجه إلى جانب كل اللائي والذين اضطلعوا بواجب الحفاظ على التراث من خلال التجديد والالتزام والإضافة الإيجابية". كما أعرب رئيس الجمهورية في برقيته عن أمله في أن "تقتدي أجيالنا الصاعدة في هذا المجال الحيوي الذي يصنع الذوق الرفيع بهذا الرعيل في كفاحه المستميت خلال فترة الظلام الاستعماري من أجل مقاومة النسيان والممارسات الشنيعة للاحتلال البغيض الذي كان يرهبه كل شيء أصيل في الجزائر بما في ذلك الفن والغناء". واعتبر بوتفليقة أن "رحيل هذه القامة خسارة ورزء ابتليت به الساحة الفنية الوطنية".
من ناحية أخرى، ألقى المئات من الأشخاص، وأغلبهم من عالم الفن بباريس مساء أمس، النظرة الأخيرة على جثمان نورة. وأمام نعش الفقيدة المغطى بالعلم الوطني والمعروض بالمناسبة في غرفة الوفيات بمستشفى "لاريبوازيير" القريب من الحي الشعبي المعروف "باربيس"؛ وقف أقاربها وفنانون وممثلون ومغنون ومنتجون في المجال السمعي البصري ووجوه أخرى غير معروفة بوجوه شاحبة وباكية.
من ناحية أخرى، وصل جثمان الفنانة نورة مساء بعد ظهر أمس، إلى مطار "هواري بومدين" في العاصمة، أين كان في استقباله أقاربها ونخبة من الفنانين وممثلي وزارة الثقافة وديوان الثقافة والإعلام. وسيعرض الجثمان اليوم في قصر الثقافة "مفدي زكريا" لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، بحضور وزيرة الثقافة وفنانين، قبل أن يوارى الثرى بمقبرة "سيدي يحيى" بأعالي الجزائر. وكانت فاطمة الزهراء باجي أول مطربة دخلت عالم النجومية بفضل تطرقها في أغانيها إلى مواضيع تهم جميع الجزائريين، خصوصا الغربة في "قال المنفي" والحب في "هو هو"، إلى جانب أدائها لأغان من الفلكلور الجزائري. وكانت أول مغنية مغاربية تحصلت على "القرص الذهبي" في بداية السبعينات. ونظم حفل في مارس 2012 بالجزائر العاصمة على شرف هذه الفنانة التي يفوق رصيدها 500 أغنية باللغتين العربية والقبائلية وحتى الفرنسية.