باحثون ومشاركون في ملتقى دولي: أدب آسيا جبار يغوص في أعماق نفسية الفرد الجزائري

21/05/2014 - 11:36

نظم قسم اللغات بجامعة "امحمد بوقرة" ببومرداس ندوة وطنية حول أدب الروائية الجزائرية أسيا جبار، حيث أجمع عدد من المختصين والباحثين في تاريخ الأدب الجزائري المكتوب باللغة لفرنسية؛ على أن الأدب "الجباري" يغوص في أعماق نفسية الفرد الجزائري بل جبار أصلحت العلاقة بين الجزائري وذاته، كما استطاعت إعادة تركيب الذاكرة الأنثوية الجزائرية. وتمحورت أغلب مداخلات المشاركين في الندوة الوطنية "أسيا جبار: تاريخ وذاكرة" حول الخوض في الإبداع الأدبي الذي صنعته هذه الكاتبة على مدار نصف قرن، حيث أكدوا على أن هذه الرائية كانت متميزة في كافة أعمالها التي جمعت بين التحليل النفسي للفرد الجزائري والغوص في أعماق التاريخ خصوصا تاريخ الثورة الجزائرية. وأشار المتدخلون إلى أن أسيا جبار حاولت صياغة التمثيلات الاجتماعية والثقافية للذات الجزائرية، من خلال تشريح علاقة الرجل بالمرأة. وسيمتد النقاش حول أدب هذه الروائية على مدار ثلاث أيام وينتهي غدا، حيث ستشهد الندوة عديد المداخلات حول مكانة المرأة في التجربة الإبداعية لهذه الكاتبة، إلى جانب الغوص في الشكل والمحتوى في نصوص الإبداع الجباري سواء في الرواية أو القصة أو حتى السيناريوهات السينمائية.
من ناحية أخرى، تناقش معظم أعمالها تناقش المعضلات والمصاعب التي تواجه النساء، كما عرف عنها الكتابة بحس أنثوي الطابع. وتعتبر آسيا جبار أشهر روائيات الجزائر ومن أشهر الروائيات في إفريقيا الشمالية. تم انتخابها في 26 جوان 2005 عضوا في أكاديمية اللغة الفرنسية وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية، كما تعتبر أول شخصية من بلاد المغرب تصل لهذا المنصب. وولدت باسم فاطمة الزهراء في 30 جوان 1940 بشرشال غرب الجزائر العاصمة، حيث تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية في المدينة قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية ثم البليدة فالجزائر العاصمة. شجعها والدها الذي تقول عنه بأنه "رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية". وتابعت دراستها في فرنسا حيث شاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاسترجاع استقلال الجزائر. وخاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، فنشرت أول أعمالها الروائية وكانت بعنوان "العطش"، 1953، ولم تتجاوز العشرين من العمر، ثم رواية "نافذة الصبر" 1957. وبعد استرجاع استقلال الجزائر توزعت جبار بين تدريس مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة والعمل في جريدة "المجاهد"، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي.