الوادي..نازحون أفارقة يغزون محطة نقل المسافرين

11/05/2014 - 1:36

تشهد مدينة الوادي مؤخرا توافدا كبيرا للأفارقة وفي مقدمتهم الماليون والنيجيريون الذين احتلوا مناطق عديدة ولا سيما المواقع الإستراتيجية، كمحطة الحافلات الواقعة بالقرب من سوق ليبيا أو ما يسمى نقطة "التجميع المركزي"، فالمحطة أصبحت المكان الأنسب لهذه الفئة من الكبار والأطفال والرضع الذين يتوسدون أفرشة جاد بها مواطنون ومحسنون بعدما لاحظوا أن هؤلاء يفترشون الأرض بالكرتون وبعض بقايا القماش. 
وحتى نقف على حقيقة الوضع قمنا بزيارة خاطفة الى عين المكان حيث وجدنا أعدادا هائلة تضم أطفالا ورضعا سرعان ما ينتشرون بمجرد طلوع الفجر وبداية توافد المواطنين على المحطة. وعند استفسارنا عن تواجدهم بالمحطة تحديدا قيل لنا إن جميع النازحين يقبعون فيها لكسب الرزق، ويعني أن أغلبيتهم يمتهنون التسول.
فمهنة التسول تبدأ في الساعات الأولى من الصباح أي في حدود الساعة السابعة. وما يميز هذه العملية أي التسول أنها لا تقتصر فقط على فرد واحد وإنما مجموعات تتكون من 3 الى 4 أفراد وفي غالبية الأحيان تكون عبارة عن عائلة واحدة، وهذه الأخيرة لا ترجع الى الركن الذي تأوي إليه في المحطة إلا في حدود ساعات المساء الأولى أي حدود السادسة والسابعة. وخلال زيارتنا للمحطة اقتربنا من طفلة صغيرة أكدت أن بلدها الأصلي هو مالي وقد قدمت هي وعائلتها فارين من الحرب مع عدد كبير من العائلات وأن أباها وبعض من أخوتها ماتوا هناك.
ومن المنتظر أن تتوافد على ولاية الوادي أفواج أخرى، كما أكد أحد النازحين المتسولين القابع بعين المكان مؤكدا أن مواطني الوادي قد أغرقوهم بكرم كبير وان الاستقرار بها هو الأنسب حتى تنتهي الحرب في مناطقهم الأصلية التي جاؤوا منها.
 لكن مع هذا فالمواطنون غير راضين عن تواجد النازحين وتطفلهم يوميا بالتوسل والسرقة والخطف والامراض،  ولا بد أن تكون أعين الأمن متواجدة دائما ولا سيما أن أغلبية هذه الفئة النازحة حسب قضايا في العدالة متهمة بالمتاجرة بالمخدرات والتزوير واستعمال المزور سواء تعلق بالأوراق النقدية أو الوثائق الرسمية، إضافة الى مشاكل أخرى على غرار الاعتداء التي استفحلت. وعليه، حسب المتحدثين، لابد من اتخاذ تدابير عاجلة لأن ولاية الوادي أضحت قبلة للمتشردين والمتسولين الذين تضاعف عددهم بين ليلة وضحاها.