الشرطة تتهم البلديات والمقاولات بخلق مشكلة الازدحام المروري بعنابة

14/04/2014 - 1:48

أرجع رئيس مصالحة الأمن العمومي بأمن ولاية عنابة،  العميد هوارة يوسف، تفاقم أزمة الازدحام المروري إلى "فوضى الأشغال" التي تقوم بها السلطات البلدية خاصة وسط المدينة، مشيرا إلى أنه من الضروري التفكير بجدية في إيجاد حلول جذرية للظاهرة التي أصبحت مصدرا أساسيا لحوادث المرور، ومن بين العوامل التي ترفع من حجم هذه الأخيرة، تزايد عدد المركبات وكذا برمجة أشغال استعجالية فوضوية في أوقات الذروة من طرف عدة مصالح تابعة للبلدية وعدد من المديريات التنفيذية.
اتسعت حضيرة المركبات بولاية عنابة من 34 ألف مركبة عام 1999، إلى 130 ألف مركبة عام 2013، وذلك بنسبة زيادة بلغت 280 %، مقابل تدهور كبير في الطرقات، وبطء في مشاريع التهيئة وانعدامها في الكثير من النقاط، إضافة إلى الخلل في المخطط المروري الذي تجاوزه الزمن بفعل النمو السريع والكبير في حركة المرور.
وشدد خبراء، على ضرورة إيجاد وتنفيذ حلول عاجلة لإخراج المدينة من أزمتها المرورية الخانقة، التي تحولت إلى كابوس حقيقي للسكان كما للوافدين، في ظل الارتفاع الكبير في حضيرة السيارات، والزيادة الكبيرة في عدد السيارات الوافدة التي بلغت 80 ألف سيارة في العام الماضي حسب الإحصائيات التي قدمتها مديرة الأشغال العمومية بالولاية.
ومن جهته، قدم ممثل الأمن الوطني تشخيصا دقيقا لمشاكل المخطط المروري ببلدية عنابة، التي أدت إلى هذه الوضعية الكارثية، أين ركز على ضرورة تهيئة الطرقات والأرصفة، وتوسيع بعض المحاور المهمة، وتحديد المسارات التي اختفت في العديد من الطرقات، وباتت تخلق صعوبات أمام السائقين الوافدين على المدينة بالأخص، داعيا إلى إعادة تشغيل الأضواء المرورية المتوقفة أو إصلاح تلك التي تشتغل بطريقة غير مضبوطة مما ينجم عنه نقاط انسداد عديدة، على غرار ما يحدث بشارع بوزراد حسين، أحد أهم الشوارع التي تشهد حركة تجارية ومرورية كثيرة. وأجمع عدد كبير من المشاركين لاسيما من ممثلي المجتمع المدني، ونقابة سيارات الأجرة على ضرورة التعجيل بوضع مخطط استعجالي لتعبيد الطرقات بما فيها الطرقات الداخلية بالأحياء التي يصعب السير في أغلبها، إلى درجة أن بعضها أصبح مهجورا، ويدرج في خانة الطرقات غير الآمنة التي قد تعرض المار بها إلى السرقة أو الاعتداء، داعين إلى إنهاء منع السير في العديد من الطرقات المقفلة دون مبررات منطقية، أما النقطة التي أفاضت الكأس -حسب المتحدثين- فهي الأشغال التي تقوم بها البلدية ومقاولات شركات الأشغال العمومية في أوقات الذروة، الأمر الذي يفاقم الاختناق المروري ويزيد من توتر السائقين، لاسيما في المحاور والطرقات الرئيسة، داعين البلدية إلى فرض العمل الليلي، وأيام العطل بدل الطريقة المنتهجة حاليا، حيث يتم الشروع في كل الأشغال منذ الساعة الثامنة صباحا وإلى غاية منتصف النهار، حتى إذا تعلق الأمر بقطع الأشجار أو تقليمها. وبغض النظر عن الحلول الطويلة المدى، كإنشاء جسور وطرق جديدة، شدد المشاركون على ضرورة تنفيذ الإجراءات الاستعجالية التي لا تتطلب أغلفة مالية كبيرة، ولا وقتا كبيرا في التنفيذ لتحصيل نتائج ملموسة على الأرض.