مدينة حلب السورية.. دمار التاريخ والحاضر

01/04/2014 - 23:34

سوريا مهددة بأن تصبح خارج الزمان، هكذا يتكلم الحاضر عن نفسه، والمستقبل بدأت ترتسم حوله علامات استفهام، والماضي على وشك أن يصبح ناقصا، فقد وصل الدمار والنهب إلى الكثير من النفائس التراثية والأثرية في سوريا، التي وصفها أحدهم بأنها "متحف في الهواء الطلق". ويؤكد خبير الآثار الألماني -من أصل سوري- مأمون فنصة أن مدينة حلب قد تكون فقدت جزءا كبيرا من هويتها وشخصيتها الحضارية، مشيرا إلى صعوبة ترميم ما دمر لأسباب مادية وأخرى بشرية، حيث إن ترميم المواقع الأثرية التي دمرت تحتاج إلى مليارات الدولارات، وفترة زمنية طويلة. وكرّس المدير السابق لمتحف الطبيعة والإنسان بمدينة أولدنبورغ الألمانية وعضو هيئة المتاحف الألمانية كل طاقاته المهنية -وهو المولود في مدينة حلب- لقضية الآثار السورية بشكل عام، التي تهددها آليات الحرب الطاحنة والمدمرة لكل شيء. وأكد فنصة أن عمليات الترميم ربما تحتاج بين عشرين وثلاثين مليار يورو، ولفترة زمنية بين خمس وعشر سنوات، مضيفا أنه ومجموعة من الخبراء الفنيين بصدد التحضير لمؤتمر لإعادة أعمار حلب القديمة والحديثة. وسيكون ذلك بدعم من وزارة الخارجية الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي و"رابطة أصدقاء مدينة حلب القديمة". كما أنه يعمل الآن على بناء شبكة من الخبراء الدوليين واستنهاض كل الطاقات من أجل خلق شبكة اتصالات في ما بينهم. وأشار إلى أن هناك سبعة مواقع مهمة تمثل روح المدينة القديمة تعرضت لتدمير كامل أو جزئي، أهمها الجامع الأموي الذي احترق قسم كبير من فنائه الداخلي في نوفمبر 2012 ودُمر الكثير من أجزائه أيضا وانهارت مئذنته في أفريل 2013.