"أليس في بلاد العرب" يشوه صورة العرب ويحرّض ضدهم

26/03/2014 - 21:35

اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز تصف العمل بأنّه "تعصب أعمى"
أدّى تسريب "سيناريو" الحلقات الأولى من مسلسل "آليس في بلاد العرب" للكاتبة "بروك إيكماير"، وهي المجنّدة سابقا في الجيش الأمريكي؛ موجة من الغضب في أوساط العرب والمسلمين في أمريكا أرغمت شبكة ABC الأمريكية على التّراجع عن تصوير المسلسل الدرامي. ويأتي "السيناريو" في إطار حملة تشويه صورة العرب والمسلمين ويتناول قصة شابة أمريكية من أصل عربي تعود إلى بلدها الأصلي "السّعودية" رمز العرب والمسلمين بحسب المسلسل، وذلك بعد وفاة والدها ليستلمها جدّها الأمير "أبو حمزة" الذي يمارس في حقّها أسوأ المعاملات وحرمانها من أبسط حقوقها كأنثى في إشارة لوضعية المرأة في البلاد العربية مهضومة الحقوق بعدما كانت تعيش حياة الحرّية والانفلات الأخلاقي في أمريكا وممارستها لكل الرّذائل رغم كونها "مسلمة جيّدة" كما تصفها كاتبة "السيناريو" التي تصوّر المجتمع الجديد للبطلة سجنا تعاني منه في الواقع المرأة العربية المختبئة وراء النّقاب رمز العبودية. وتفرض الكاتبة رؤيتها للمشاهد عن الحياة السعودية، بطريقة مشوهة، حيث تصور القصر، على أنه مكان تعيش فيه الملكات والأميرات لكنه سجن من نوع آخر، فهن يرتدين النقاب في كل مكان، ويتلقين تعليمهن في القصر أيضا. وتعيش "آليس" في جانب مخصص للنساء فقط. كما تدخل في تفاصيل أخرى أثارت الكثير من الاستياء والاستنكار، فتظهر الجد على أنه يدفع أموالا طائلة للتعاقد مع أساتذة من شتى أرجاء العالم لتعليم النساء في القصر عبر الإنترنت، ليتجنب قضية اختلاطهن مع الرجال خارج القصر. وجاء في "السيناريو" أن الدروس والمحاضرات تتم بالصوت فقط، في إشارة إلى أن الجد لا يريد المخاطرة بوضع كاميرات في أجهزة "الكمبيوتر". وتتابع قصتها بالقول إن أليس تتعرض لنوع من غسيل الدماغ، وتقنعها عمتها بارتداء النقاب؛ حيث تقول العمة لـ"آليس" إن نساء القصر لا يختلفن عن بقية النساء سوى في مظهرن أمام الغرباء، فهن كما الجميع يقرأن مجلات الموضة ويتابعن المسلسلات الأمريكية ويرتدين الملابس الداخلية المثيرة.
من ناحية أخرى، يشير المنتقدون لـ"السيناريو" إلى أن إطلاق كنية "أبو حمزة" على الجد السعودي لم يكن محض صدفة، فهو يهدف إلى تصوير الرّجل العربي على أنه رجل متشدد يدعم أطروحات تنظيم "القاعدة"، نسبة إلى "أبو حمزة المصري" الذي يحاكم في الولايات المتحدة بتهمة دعم الإرهاب وتمويله. كما وصفت اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز العمل بأنّه "تعصب أعمى" وتشجيع للصورة النمطية السلبية ضد ملايين العرب الأمريكيين المسلمين وفي العالم، خاصة أنّ للإعلام الأمريكي تأثير كبير على مشاهديه.