قرويو بلدية الربعية شردهم الإرهاب وداسهم قطار التنمية

23/03/2014 - 21:34

بلدية الربعية التي لا تزال أسوار منشأتها المخربة الممزوجة برائحة الدم والدمار تختزل حكايات لقرويين عانوا من ويلات الإرهاب كمعاناتهم من ويلات الاستعمار مع فارق بسيط أن شمس الاستقلال لم تشرق على مداشرهم بعد.. لا طريق ولا ماء ولا مشاريع في الأفق. "البلاد" زارت البلدية ووقفت على حجم معاناة الأهالي.
 بلدية الربعية أوحد الربعية كما شاء لها أن تكون حد للموت والدمار، حد للقطيعة مع التنمية. تقع جنوب شرق ولاية المدية، على مسافة تزيد عن 100 كلم، نصف السكان وما بقي منهم يعاشرون الفقر، شهدت هجرة نصف سكانها بسبب تبعات عشرية حمراء عصيبة لا تزال آثارها الدامية على جدران منشآتها المخربة وفي قلوب مواطنيها المنهارة التي راحت تستجدي المسؤولين طمعا في مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عن المنطقة التي تختزن ذكريات إرهاب قد مر من هنا.
سكان الربعية الذين بقي منهم حوالي  5 آلاف ساكن بعد نزوح جماعي لسكانها البالغ عددهم حوالي 11 ألف ساكن فروا من المنطقة مخلفين وراءهم سكنات لا تزال تحتفظ برائحة الدم والدمار. وشهدت المنطقة نزوحين الأول كان هروبا من أنهار الدم وقد عشش الإرهاب بجبالها، حيث كانت  رغاية، متيجة وسطاوالي بالجزائر قبلة العديد من الربعيين، ونزوحا آخر  إلى الجبل مقاومين كانوا أو منضوين في صفوف الإرهاب ليصل بذلك عدد سكانها مع آخر إحصاء للسكان إلى 3000 نسمة.
 
حلم العودة يواجهه هاجس قطار التنمية المفقود 
مع استتباب الأمن، عادت الربيعية ومعها عادت الأحلام المشروعة بالعيش الكريم. محمد أحد الشباب الذي انضوى تحت لواء الدفاع الذاتي أكد أن عائلته كانت من بين العائلات القليلة التي حملت السلاح ورفضت مغادرة أراضيها، وبالمقابل لم تحصد سوى الحرمان لاسيما مع انعدام مناصب الشغل حتى بعد استتباب الأمن الى المدينة بحثا عن منصب عمل قار وأكد محدثنا أن "معظم سكان بلدية الربعية يمتهنون الفلاحة وتربية الدواجن، وغرس الأشجار المثمرة،  وبالتالي فلا وسيلة أفضل من الدعم الفلاحي.
 
الربعية في رحلة البحث عن طريق    
استوقفنا السكان ونحن نزور الربعية بعريضة مطالب تمثلت أساسا في إصلاح الطريق الولائي رقم 64 في الشطر الرابط بين مدخل البلدية وبلدية عين بوسيف إلى جانب المطالبة بترميم متوسطة الربعية التي لا تزال بها آثار الإرهاب الذي استهدفها فترة التسعينيات. كما دعوا إلى ضرورة انطلاق التهيئة الحضرية للشوارع بدءا بالإنارة العمومية فضلا عن معاناة الشباب من قلة المرافق بعد إغلاق المركز الثقافي في وجوههم لما يقارب 3 سنوات لانعدام التأطير وقلة الدعم الموجه للجمعيات التي أحيل شبابها للبطالة. ويبقى مشكل سيارة الإسعاف التي تتنازعها البلدية وقطاع الصحة محلا لتراشق التهم حيث طالب المواطنون بضرورة وضعها تحت تصرف قطاع الصحة لاسيما بعد حادثة وضع امرأة لمولودها على قارعة الطريق بعد تأخر وصول سيارة الإسعاف التي وجهت لمهام أخرى وهوما وعد به رئيس الدائرة الذي أكد أن تحويلها للقطاع المذكور جار بمراسلة رسمية. سكان مداشر المرابطين، أولاد عبد القادر، الخرزة، الجعافرية طرحوا مشاكلهم المتمثلة أساسا في الماء والكهرباء والطريق الأمر الذي أقحمهم في عزلة ليقتطعوا وعودا رسمية من المسؤول الأول للجهاز التنفيذي لإعادة الاعتبار للبلدية عبر برمجة سكنات اجتماعية وترميم المتوسطة وانتظار حصتهم من مناصب العمل في إطار تشغيل الشباب.