تاريخ ثورة التحرير وكرة القدم في افتتاح أيام سطيف السينمائية

17/03/2014 - 22:33

افتتحت بدار الثقافة "هواري بومدين" في سطيف مساء أول أمس، فعاليات أيام سطيف السينمائية في دورتها الأولى، حيث استهل برنامج الافتتاح بزيارة لمعرض من الصور الفوتوغرافية لأشهر الفنانين والمخرجين الجزائريين المتعاقبين على مر الزمان، كعربون وفاء لهم وكاعتراف بالدور الذي قاموا به هؤلاء لإرساء السينما الجزائرية. وأعطى الوالي ببهو دار الثقافة إشارة انطلاق تصوير نموذجي لـ"بورتريه" لأحد الرسامين التشكيليين، على أن يعرض في اختتام التظاهرة. وبالقاعة الرئيسية للحدث؛ قدم مدير الثقافة إدريس بوذيبة كلمة ترحيبية أعلن فيها الانطلاق الرسمي للدورة الأولى من أيام سطيف السينمائية. وبحضور ألمع الوجوه السينمائية على غرار الفنان أحمد بن عيسى، خضرة بودهان ولأبرز المخرجين أمثال أحمد زير، مؤنس خمار وأحمد عطار؛ تم دعوة الحضور لمشاهدة "بورتريه" حول حياة المخرج السينمائي عبد الرحمن بوقرموح، وهو الرجل الذي أخذت أيام سطيف السينمائية اسمه شعارا لها تخليدا لروحه ولما قدمه من تضحيات ومجهودات لتعزيز رصيد الأفلام السينمائية الجزائرية أبرزها فيلم "كحلة وبيضاء". وعقب ذلك، كرمت عائلة الراحل رفقة أبرز رفقائه من فنانين ومخرجين خاصة ممن شارك في فيلم "كحلة بيضاء" ممن بقي منهم عل قيد الحياة على غرار كاماتشو، فاروق زغبي، أحمد بن عيسى وآخرون. وبعدها كان الحضور الغفير بقاعة دار الثقافة على موعد مع عرض للفيلم التاريخي القصير "حسان بلكيرد"، وهو عمل  من 25 دقيقة يعيد رسم مسيرة الشهيد النضالية ومساهماته في إنشاء المسرح بمدينة سطيف. ونال هذا الإنتاج للمخرج إدريس قديدح عدة جوائز وطنية ودولية ويعد من أهم الأعمال التاريخية بالمنطقة كونه رد الاعتبار لهذه الشخصية الوطنية التي كانت في طي النسيان. كما تم في الأمسية نفسها عرض فيلم قصير بعنوان "فاطمة حشايشي" للمخرجة ماري أونج بواييه حول المحافظة على الغناء الصراوي بمنطقة "قصر الأبطال" الواقعة جنوب ولاية سطيف، ليختتم برنامج الافتتاح بعرض الفيلم الشهير "كحلة وبيضاء" لأول مرة عبر قاعات السينما، وهو العمل السينمائي الذي تفاعل معه الجمهور السطايفي كثيرا لما يميزه من خصوصيات سكان سطيف وعشقهم لنادي "وفاق سطيف".
وتواصل البرنامج خلال اليوم الثاني بعرض باقة من الأعمال على غرار فيلم "الاختطاف" لمخرجه أمين مريان، و"ڤاراڤوز" لعبد النور زحزاح و"يوم في الجزائر" لرؤوف بنية، و"سكتو" للمخرج خالد بن عيسى، و"خويا" ليانيس كوسيم، بالإضافة إلى فيلم "الأيام" لكريم موساوي. وللإشارة فإن جميع العروض مفتوحة مجانا للجمهور مما يشكل فرصة للجميع لمشاهدة هذه الأعمال ولمناقشتها مع المخرجين. كما لا تزال الورشات مفتوحة خلال الفترات الصباحية لتلقين مختلف تقنيات ومبادئ العمل السينمائي.   
من ناحية أخرى، كشف مدير الثقافة لولاية سطيف إدريس بوديبة أن مصالحه ستعمل قصار جهدها من أجل ترسيم تظاهرة أيام سطيف السينمائية، وذلك بعد تسجيل تفاعل الجمهور السطايفي مع الحدث، والإقبال المميز من فنانين كبار ومخرجين كبار لبوا الدعوة. كما أن هذا الترسيم سيكون نزولا عند رغبة هؤلاء جميعا، حيث أكدوا بحضورهم القوي والمميز تعطشهم إلى رؤية سطيف تلتحق بمجموعة الولايات الأخرى التي تنظم مثل هذه التظاهرات، خاصة أن مدينة "عين الفوارة" كانت السباقة في مختلف الأعمال السينمائية.
 
قالوا عن أيام سطيف السينمائية
 
جمال الدين حازرلي
حدث تاريخي بالنسبة لمدينة سطيف؛ فانطباعي لا يمكن إلا أن يكون طيبا لأن سطيف لم يكن ينقصها إلا أن تصبح عاصمة ثقافية بما أنها عاصمة اقتصادية وتجارية.. الثقافة هي القافلة التي تجر الحراك الاقتصادي والحياتي في حد ذاته.. السينما هي الوعاء العصري الذي تمر به كل الثقافات"، وبما أن السينما الذي اختارته سطيف هي السينما الشابة بأعمال قام بإخراجها الشباب؛ يدل الأمر على ذكاء مسؤولي الثقافة في سطيف كونهم يخططون لغد مبني على رؤية مستقبلية للأشياء.
 
الفنانة خضرة بودهان 
تظاهرة جميلة جدا والكل شاهد الجمهور متحمسا لهذه التظاهرة التي أفتخر بها كثيرا.. أتمنى أن تستمر هذه الأيام في دورات عديدة، وأن تصبح هذه الأيام مهرجانا للسينما في سطيف، وأتاسف على شيء واحد وهو انعدام قاعة سينما في ولاية بحجم سطيف، لأن قاعات السينما هي شريان حياة العمل السينمائي، فلماذا لا يعاد فتح القاعات المغلقة وتهيئتها من جديد، فالمخرج الذي يقوم بإنجاز عمل ولا يجد قاعات يعرض فيها؛ يفشل وقد يتوقف عن الإنتاج.
 
الممثل دبزي جابر
ساهمت في إنتاج فيلم قبل أيام للمخرج كريم موساوي، وحظيت بالمشاركة في الدورة الأولى لأيام سطيف السينمائية، وأعتقد أن مجرد القيام بهذه المبادرة يعتبر نجاحا في حد ذاته، لأنه ليس من السهل أن ننظم مثل هذه التظاهرات.. السينما كانت تحتاج لهذه الأيام وأتمنى أن تعم كل ولايات الوطن.
 
المخرج مؤنس خمار
نحن كسينمائيين نجد في هذه التظاهرات فضاء لحياة سينمائية؛ فلا يمكن إلا أن نكون فخورين بها، ولو كانت كل ولاية تبادر بمثل هذه الأيام سيتدعم العمل السينمائي في الجزائر من خلال هذه التحفيزات والدعم.. سطيف تعتبر ولاية مهمة؛ لذلك أعتقد بأننا تأخرنا كثيرا في تنظيم هذه الأيام بها لأن سطيف تعتبر ورشة حقيقة لاحتضان تظاهرات عملاقة بالنظر إلى حجم الاستثمارات السياحية والفندقية التي هي في طور الإنجاز؛ مما يجعل منها قبلة مستقبلية لمهرجانات على المستوى العالي.
 
المخرج محمد عياط
شرف كبير أن أكون مع زملاء مخرجين وبعض هواة السينما، حضرت الافتتاح وكان في المستوى المطلوب، مهمتي في هذه الأيام هو الإشراف على ورشة لتعليم السمعي البصري، فقمنا بإخراج شريط حول حياة فنان تشكيلي ومن خلاله نعرف الطلبة كيفية الإخراج من الناحية التقنية وكيفية التحكم في الصورة ومزج الموسيقى، على أن يتم عرض العمل النهائي خلال اختتام هذه الأيام.
رصدتها/ ميساء. ص