عز الدين ميهوبي، يحاضر : على الجزائر رفع التحديات والوقوف في وجه إزالة الكتاب الورقي
29/04/2014 - 1:15
قال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية والشاعر والروائي عز الدين ميهوبي في ندوة نشطها بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي تم الاحتفاء به مؤخرا، وعقدها بفضاء "بشير منتوري" بالعاصمة تحت عنوان "أي مستقبل للكتاب في العالم"؛ إنه موضوع يطرح العديد من التساؤلات، وجب أخذها على محمل الجد، مضيفا أن الكتاب في النهاية ما هو إلا معرفة تمثل قوة الأمم التي من شأنها أن تحقق لها التطور والارتقاء، مبرزا أنه لا يمكن التطور بعيدا أبدا عن الكتاب. وأكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن الكتاب الورقي يواجه اليوم تحديات كبيرة، أولها صراع البقاء على الساحة في ظل الثورة الرقمية التي أحدثتها تكنولوجيات الإعلام والاتصال، فرغم المنافسة والمزاحمة بين الكتاب الالكتروني والكتاب المسموع، إلا أن هذه المنافسة لا تلغي أبدا قيمة الكتاب الورقي. وأوضح كاتب الدولة الأسبق أن المهمة الكبيرة بالنسبة للبلدان العربية ومنها الجزائر، تكمن في ضرورة إيجاد ذريقة مثلى لتعليم الطلبة كيفية الحصول على المعلومات الصحيحة، فمستقبل الأجيال يكمن في قدرتهم على غربلة المعلومات التي يتلقونها لاستخلاص الدقيقة منها واسترجع عز الدين ميهوبي أهم الأحداث التاريخية في مجال صناعة الكتاب التي غيرت وجه العالم، أهمها اختراع الألماني "غوتنبرغ" لآلة الطباعة التي أخرجت حسبه البشرية من أسر الأدوات التقليدية وهي اليد، معرجا على أنه قبل خمسة مئة عام؛ توفرت في أوروبا كاملة حوالي 150 مليون نسخة كتاب، عشرون مليون نسخة توثيقية، موضحا أن 130 مليون عنوان رقم لا يمكن تخيله لأنه دليل حسبه على الاستخدام المفرط للإنسان في الإبداع الفكري.
من ناحية أخرى، تطرق ميهوبي إلى فائدة الترجمة الذي يعتبرها معيارا أساسيا لنجاح أي كتاب كونها تساهم في نقل العلوم والمعارف، وتجعل دول العالم أكثر تفتحا على بعضهم البعض، ليعرج بعدها على التخزين، قائلا إنه من عوائق الكتاب الورقي التخزين؛ فقد أصبحت هذه العملية -حسبه- صعبة على عكس الكتاب الالكتروني أو المسموع، مشيرا إلى أن أوروبا تتجه إلى ما أسماه صفر كتاب ورقي لأنها تعتمد على كل ما هو الكتروني، مقارنة بالدول العربية التي لا تزال تعتمد على كل ما هو ورقي، منوها في ذات الوقت إلى أن الثورة الالكترونية بحاجة إلى جهد لتقليص الفجوة الرقمية بيننا وبين أصحاب هذه الثورة.