معاناة... تهميش، وأمل اختلط بالألم

11/07/2014 - 23:54

تعتبر بلدية جسر قسنطينة إحدى أقدم بلديات العاصمة، إلا أن قدمها هذا لم يشفع لها بأن تكون في صدارة البلديات الأقل ضررا وتهميشا، حيث يعاني سكانها من مشاكل جمة استعصى على السلطات المحلية معالجتها والتي من أهمها مشكل السكن ونقص المرافق العمومية والملاعب الجوارية، الأمر الذي جعل تولي زمام تسيير بلدية بحجم بلدية السمار أمرا صعبا للغاية في ظل الميزانية المحدودة لعجلة سير المشاريع التنموية.
مقنوش، النسيم، عين المالحة ..المعاناة  
تعاني العديد من أحياء بلدية جسر قسنطينة من ظروف اجتماعية صعبة جراء نقص المشاريع التنموية والتهيئة، حيث عبر سكان حي "مقنوش" عن امتعاضهم الشديد من النقص الفادح في الملاعب الجوارية، التي أضحت هاجسا يؤرق الأطفال الذي يعانون كثيرا من النقص الفادح في المرافق الرياضية، وعلى هذا النحو سار سكان حي النسيم الذين لم يتوانوا عن التعبير عن قلقهم من عدم إتمام السوق البلدية قصد الاستفادة محلات تجارية يمكن أن يكسبوا بها قوتهم، والأمر نفسه ينطبق على سكان عين المالحة الذين ينتظرون بشغف إعلان البلدية عن تسليم 40 مربعا للشباب العاطلين عن العمل. 
حيا الرملي وستول المكي.. هل سيصبح الحلم حقيقة؟ 
بالمقابل تعيش بعض العائلات القاطنة على مستوى الأقبية الموجودة حي "الرملي" و"ستول المكي" على خيط أمل الترحيل إلى بيوت لائقة، وذلك في ظل المعانات التي يعيشون فيها منذ مدة طويلة، حيث عبر قاطنوه عن نفاد صبرهم من طول مدة ترحيلهم، حيث أضحت أسقف بيوتهم مهترئة فيما أوشكت جدران وأعمدة بيوت أخرى على الانهيار فوق رؤوسهم، ناهيك على تعرض أطفالهم  للإصابة بمختلف الأمراض الجلدية، وحمل سكان هذه الأحياء السلطات المحلية مسؤولية ما يعانيه أولادهم من أمراض، مطالبين رئيس البلدية بالتعجيل بترحيلهم، على اعتبار أن كلا من حي "الرملي" و"ستول المكي" من أقدم الأحياء القصديرية بالمنطقة، وهو ما جعل أحد القاطنين بأقبية بحي "الرملي" يعبر عن يئسه من الوعود الكاذبة التي قدمت لهم منذ حوالي ثماني سنوات، مؤكدا أنه منذ فترة تم إرسال لجنة مكلفة بإحصاء المتضررين على مستوى الحي إلا أنه ولحد الآن لم يظهر أي جديد بخصوص الترحيل، فيما أكد آخر أن هناك من السكان من يملكون منازل ولكنه أبوا إلا أن يقطنوا بهذا الحي القصديري أملا في الحصول على منزل أمام غياب السلطات المعنية، ليضيف أنه ضاق ذرعا بالحالة المزرية التي يعيشونها في ظل توقع انهيار الجدران ناهيك عن انتشار الأمراض الجلدية الخطيرة، حيث شهدت العديد من الحالات المرضية بسبب الرطوبة المرتفعة الناجمة عن ضيق الغرف.
البلدية بين مطرقة انعدام الأوعية العقارية وسندان مطالب السكان
يضاف إلى المعاناة التي يتكبدها سكان الأحياء بجسر قسنطينة، أن البلدية أضحت هي الأخرى تعيش في أزمة نفاد العقار بسبب عدم وجود الأوعية العقارية الشاغرة بغية استغلالها في بناء وتشييد مشاريع تنموية، الأمر الذي جعل القائمين على تسيير شؤون البلدية ينتظرون عملية الترحيل على مستوى الأحياء القصديرية للشروع في إنجاز جزء منها، وليس كلها على اعتبار أن جزءا منها ملك للخواص، فبين ذاك وذاك يبقى المواطن البسيط يتكبد مرارة الحرمان من أبسط ضروريات الحياة.    
أزمة البطالة.. للحديث بقية
من بين المشاكل المطروحة أيضا على طاولة البلدية، ملف الشغل الذي كثيرا ما أرق السكان وخاصة الشباب الذين لم يجدوا أي شيء يفعلونه سوى اللجوء إلى التسكع في الشوارع والطرقات أو امتهان مهن أخرى غير قانونية والتي من بينها اللجوء إلى التجارة في السوق السوداء والبيع في الأسواق الفوضوية التي أضحت في الآونة الأخيرة تستقطب العديد من الشباب العاطل عن العمل خاصة خلال شهر رمضان المعظم.