الرّوائي واسيني الأعرج مخاطبا التلفزيون الرسمي: سهل اتهام الفضائيات بالعمالة وصعب شراء مصداقيتك المفقودة!

11/03/2014 - 22:04

تناول الرّوائي الجزائري واسيني لعرج في مقال عنونه بـ" القلق العربي وحرب الصورة" نشره في صحيفة "القدس العربي"؛ ظاهرة الإعلام الشّعبي الذي خرج من رحم "الثورات العربية" التي اعتمدت بشكل كامل على تكنولوجيات الاتصال الرّهيبة من "فايسبوك و"تويتر" وهواتف ذكية بعيدا عن الصّورة الإعلامية التي اعتاد التلفزيون الرّسمي بثها، ومن ثم؛ ترسيخها في ذهن المشاهد كما يشاء له ذلك النّظام الحاكم على حدّ تعبيره. وهي ظاهرة يقول الكاتب إنها زعزعت دعائم الدكتاتوريات المتأصلة ذات التاريخ الطويل في القتل، وأنشأت طريقة جديدة في التوثيق والجري وراء الحقيقية من خلال الصورة الملتقطة من أي جهاز ذكي يحمله أي شخص يتواجد في مكان الحدث. ويؤكد صاحب "أصابع لوليتا" أن هناك الكثير من القنوات العربية والأجنبية التي تستلم مادتها مباشرة من الأجهزة الذكية، تظهر جانبا من جرائم النظام من خلال آلاف مقاطع "الفيديو"؛ لتكون الغلبة في النهاية للصور الحرة والإعلام الشعبي الذي تسبب لحد الآن في إسقاط أنظمة عربية ما كان يحلم المواطن العربي بالثورة عليها حتى في الأحلام. ولهذه الأسباب؛ يوجه الكاتب الأعرج الذي أقصي مؤخرا من القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" للرواية العربية كلامه مباشرة للتلفزيون الرسمي من أنه من السهل أن يتهم القنوات الفضائية بالعمالة والخيانة العميلة ولكنه من الصعب عليه أن يشتري مصداقيته المفقودة.
وجاء في مقال واسيني "المشكل الأكبر في المعادلة هو الجمهور المتلقي الذي لا يملك عينا ناقدة وعلاقته بالصورة غير متطورة وتلتقط كل شيء على أنه حقيقة مطلقة ينشئ من خلالها حكما خاصا، فتتم بالتالي صناعة رأي عام قد لا يكون صحيحا لأن الكثير من الصور الحقيقية ستظل غائبة، ولن تظهر إلا بعد سنوات مثلما حدث في رومانيا، في تيميشوارا مثلا في القناة الفرنسية الخامسة، التي بثت يومها صورا لجثث متراكمة على أساس أنها من فعل نظام تشاوسيسكو قبل أن يتضح أن الأمر مركب تركيبا مفضوحا وأن الجثث جيء بها من مقابر مختلفة".