الأمين العام لاتحاد الآثاريين العرب يؤكد: التراث العربي مهدد بالزوال بسبب "ثورات الربيع"

17/04/2014 - 0:44

أكد الأمين العام لاتحاد الآثاريين العرب أن التراث الأثري العربي فقد في السنوات الثلاث الأخيرة أكثر من 40٪ من قيمته، سواء في مصر أو سوريا أو ليبيا أو اليمن، وذلك بسبب عوامل كثيرة منها التدمير بالقذائف والبراميل المتفجرة، ومنها الانفلات الأمني والسرقات ودعاوى التطرف. وأشار الدكتور محمد الكحلاوي في حديث خاص للجزيرة نت إلى أن المواقع الأثرية في تدمر وحمص وحلب بسوريا حدث لها تدمير كامل، كما تعرضت آثار مدينة حلب المسجلة على التراث العالمي لكارثة لم يعد يصلح معها ترميم. ونبه الكحلاوي إلى أن الأمر في سوريا "تجاوز حدود الكارثة، فقد سقطت الهوية، كما سقطت الأرض والإنسان والحجر، بشكل غير مسبوق في تاريخ أمتنا". وقال "نحن في اتحاد الآثاريين العرب نرى الكارثة تحيق بتراث الأمة الإسلامي والعربي في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن ولبنان عموما، وفي فلسطين والقدس على وجه الخصوص"، مضيفا أن "التراث أصبح يدفع فاتورة باهظة جراء الاحتلال الأجنبي، والاحتراب الأهلي، والصراعات السياسية والانفلات الأمني ودعاوى التطرف، ويؤسفني أن أقول إن هوية أمتنا التراثية دخلت بالفعل في مرحلة الخطر والتهديد بالتبديد والنهب والذوبان". وذكر أن "الكيان الصهيوني يتعامل مع التراث العربي في القدس الشريف بمنهجية، وهو يقوم بالحفريات تحت المسجد الأقصى ويستطيع أن يدمره بالكامل. لكن ما يحدث الآن على يد العرب أنفسهم من تدمير لتراثهم وآثارهم، يفوق ما يقوم به الكيان الصهيوني!". وحذّ ر الكحلاوي من أن إسرائيل ستقضي تماما على آثار القدس العربية، وضرب مثالا بالسور العازل، فهو بجانب التعامل معه على أنه جدار عنصري، يجب النظر إليه أيضا باعتباره كارثة على الآثار العربية في فلسطين، لأنه يعطي "إسرائيل" عشرة آلاف موقع أثري، ويعطي أصحاب الأرض 330 موقعا فقط! ونبه إلى أن "الكيان الصهيوني" يستطيع تزوير التاريخ وزرع آثار لم تكن موجودة في المواقع الأثرية التي استولى عليها، فتخرج أجيال العرب القادمة تبحث عن آثارها فلا تجدها لأنه تمت إزالة تاريخ وإحلال تاريخ آخر محله.