الجزائر تستعيد جزءا آخر من أرشيف ثورة التحرير

11/05/2014 - 0:35

السفيرة النمساوية: سي عبد الرحمن طبع تاريخ الجزائر والنمسا معا
تسلمت الجزائر أرشيف المجاهد الجزائريـالنمساوي الفقيد رايمر هولزنقر في حفل احتضنته مؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري وحضرته وجوه سياسية وتاريخية. وتتمثل المادة الأرشيفية التي استلمها المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي من أيدي بيتر؛ نجل المناضل هولزتقر المعروف باسم "سي عبد الرحمن"؛ في مجموعة من الوثائق التاريخية والكتب والمراسلات والصور، تخص مشاركته في ثورة أول نوفمبر وأخرى تعود إلى مرحلة استرجاع الاستقلال وتتعلق بالتعريف بالجزائر وبتاريخها. كما أعقب تسليم هذا الأرشيف تكريم المناضل هولزنقر الذي توفي سنة 2012 بتقديم مجموعة من الهدايا الرمزية لنجله. وفي كلمة مقتضبة وجه بيتر هولزنقر شكره للشعب الجزائري وتقديره "للجزائر التي لم تنس الذين وقفوا إلى جانبها"، مغتنما المناسبة ليذكر بأن تقديم هذا الأرشيف يعد "تنفيذا لوصية والده الذي أحب الجزائر وأخلص لها وعمل على التعريف بها". ومن جانبها؛ أكدت سفيرة النمسا بالجزائر ألوايزيا وورقيتر؛ أن المناضل هولزنقر طبع تاريخ الجزائر والنمسا معا وعمل على التعريف بالقضية الجزائرية لدى الشعب النمساوي. أما شيخي، فأوضح في كلمته أن ما قام به هولزنقر يندرج في إطار المعاني الإنسانية التي طبعت ثورة أول نوفمبر التي جمعت من حولها العديد من الشخصيات من بلدان مختلفة. كما ذكر المدير العام للأرشيف الوطني بارتباط سي عبد الرحمن بالجزائر؛ حيث طلب قبل وفاته أن يسجى جثمانه بالعلم الجزائري أثناء تشييع جنازته، فكان له ذلك.
وولد رايمر هولزنقر في ديسمبر 1921 بمدينة هالتوفن "جنوب النمسا"، وهو من عائلة تميل إلى اليسار، وتوفي بفيينا سنة 2012 عن عمر ناهز 91 عاما. وقد كان الفقيد جد متأثر بالقضية الجزائرية، إذ عمل على دعم الثورة الجزائرية منذ اندلاعها سنة 1954. كما كان عمله التضامني متنوعا فقام بتنظيم محاضرات وجمع تبرعات، إلى جانب تهيئة مخابئ للاجئين الجزائريين. وبعد استرجاع الاستقلال؛ ساهم هولزنقر إلى جانب شخصيات أخرى في تنشيط أفاقات اقتصادية وثقافية وعلمية بالجزائر كما ساهم في تأسيس جمعية نمساويةـ جزائرية ظل يترأسها إلى غاية 1998 تمثلت مهمتها في ترقية التعاون بين البلدين.