علاء الأسواني سطا على رواية "نادي السيارات" من بارغاس يوسا

12/04/2014 - 18:33

الناقد السوداني رؤوف مسعد: رواية الأسواني الأخيرة "تلفيقية"
يواجه الروائي المصري علاء الأسواني اتهامات بالسرقة الأدبية، فحسب دراسة أدبية فإنه سرق تيس "يوسا" في روايته "نادي السيارات" من خلال عدد التداخلات والتشابهات غير المبررة مع رواية "حفلة التيس" للأديب الإسباني بارغاس يوسا الحائز على جائزة "نوبل" للأدب.  وحين صدرت رواية "نادي السيارات" للأسواني، سارع النقاد إلى الاحتفال والإشادة بالعمل الروائي الجديد الذي نفذت طبعته الأولى بعد أيام معدودة من صدوره، في مقابل هذا الاحتفاء، أبدى البعض الآخر تحفظاته حول الرواية، ومن بينهم الناقد والمؤرخ حلمي النمنم الذي ذكر أن "نادي السيارات" لا تقدم صورة جديدة أو مبتكرة عن الفترة التاريخية التي تغطيها، مشيرا إلى وجود خيوط درامية لا حاجة لها في السياق. وكان هذا قبل أن يعصف الكاتب والروائي السوداني رؤوف مسعد، بكل هذا الجدل النقدي الذي أثير حول رواية الأسواني الأخيرة، في دراسة نقدية نشرت مؤخرا بجريدة "الشرق الأوسط" بعنوان "الأسواني ويوسا.. تداخل روايتين أم تأثيرات مباشرة"، حيث يكشف مسعد من خلال تفكيكه لروايتي "حفلة التيس" لأديب "نوبل" بارغاس يوسا، ورواية الأسواني، أن الأخيرة هي رواية "تلفيقية" تتطابق في بنيتها وحبكتها الدرامية وشخوصها وأماكنها مع "حفلة التيس" الصادرة قبلها بسنوات طويلة، موضحا أن التداخلات والتشابهات بين النصين، لا يمكن أن يطلق عليها "تناصا" وهو أمر جائز أدبيا، بل هي تأثيرات مباشرة على الأسواني جعلته ينساق كثيرا معها، حتى يصل إلى ذات النتيجة التي وصلت إليها، وهي الاغتيال الذي لا مبرر له، سوى أن الكاتب أراد أن يقدم حكمته الأخيرة للقارئ.
من ناحية أخرى، وضح مسعد رؤيته النقدية من خلال تحليله للتناصات بين الروايتين، إلى أن أكدت تلك التحليلات في النهاية، أن الأمر يتعدى المفهوم المتعارف عليه للتناص. ويذكر في دراسته "خلق الأسواني شخصية الكوو- بطل نادي السيارات كمعادل موضوعي للديكتاتور اللاتيني بطل التيس، حتى يصل به إلى نهاية الديكتاتور نفسها، وهي الاغتيال، ولكن من دون منطق زماني أو مكاني، لوجود اختلاف أساسي في تركيب فضاء الروايتين، فالاغتيال للساسة والحكام في مصر نادر التحقيق العملي إلا في مرات قلائل". ويستفيض مسعد في شرحه لحالة الالتباس التناصي بين شخصيات وأماكن الروايتين، إذ كتب "المكان المركزي في رواية الأسواني هو النادي وفي التيس، الحفلة، وفي كلا من الروايتين نجد قوادا للملك، بوتشيللي في نادي السيارات، ومانويل في حفلة التيس، وكلا من الملك فاروق والديكتاتور يفضلان الفتيات الصغيرات، ونجد في التيس حوارا بين الأب والابنه حول فكرة إرضاء الديكتاتور، وحوارا مشابها له أيضا عند الأسواني".